غادة إسماعيل تكتب.. هفوة


كثيرة هي الهفوات البسيطة التي نفعلها في حياتنا وتسبب لنا المتاعب والمشكلات النفسية والبدنية وأحيانا المادية، أتذكر هنا بعض من هذه الهفوات التي مرت بي، وربما يكون قد حدث معكم مثلها.
"ساعة وساعة "
نحرص جميعا في هذه الأيام المباركة على فعل كل ما يقرّبنا إلى الله من عبادات وسنن وتلاوة ومن بر ومعروف واحسان ، وكلنا أمل ورجاء ودعاء ان يتقبل الله منا الصيام والقيام وصالح الأعمال ويغفر لنا ويتجاوز عن سيئاتنا ما تقدم منها وما تأخر.
ومن بعد الإفطار والتراويح، كل منا له طقوسه فمنا من يذهب لعمله الخاص ومن يتسوق ومن يتنزه، والغالبية العظمى من المصريين يمكثون أمام التلفاز لمتابعة البرامج والمسلسلات الرمضانية الكثيفة التي تنتج خصيصاً لهذا الشهر الفضيل، وإذا تحدثت عن نفسي وطقوسي الشخصية في رمضان، فإنني أرى إنها مزيج بين كل هذه الأشياء ، انجز أي ارتباطات متعلقة بالعمل .. أزور اقاربي .. أتنزه وأتسوق وأشاهد التلفاز ولكن بتدقيق وبحساب.
وبطبيعتي فإنني أميل الى مشاهدة الأعمال التي تثري العقل أو تبهجه، ومن بين البرامج التي لم أكن أتابعها لكني سعدت حين شاهدتها برنامج "نور الدين" لفضيلة الدكتور علي جمعة، وادعوكم أحبابي لمتابعته ، اعترف انني تابعته بهفوة مني حيث كنت ابحث بالريموت عن برنامج آخر وأخطأت القناة وانتظرت انتهاء الفترة الإعلانية لأتابع برنامجي فإذا بي أتفاجئ ببرنامج فضيلة المفتي "نور الدين" فتابعته.
من بين مجموعة أسئله طرحها الأطفال في هذه الحلقة جاء سؤال من طفل يقول فيه: ليه أحيانا نلتزم بالصلاة ونقبل عليها بحرص واهتمام واحيانا نتراخى عنها ويصيبنا الكسل؟ وجاء رد الشيخ عليه بأن حنظلة كان يحضر دروس النبي عليه الصلاة والسلام وهو في كامل خشوعه ثم يذهب بعدها للسوق ويمارس حياته عادي خالص فشعر يوما انه ينافق فذهب للنبي ليشكي له هذا الوضع فقابله في الطريق سيدنا أبو بكر الصديق وقص عليه ما يشعر به فدخلا معا الى سيدنا المصطفى وبعد ما سمع منه قال له "رضوان الله عليه": يا حنظلة.. ساعة وساعة.
ولمزيد من الفائدة أحب أن أضيف من جانبي ، أن حنظلة الذي تحدث عنه مولانا الشيخ علي جمعة هو "أبي ربعي حنظلة بن الربيع الأسيدي أحد كُتَّاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد قال:
"لقِيَني أبو بكر فقال: كيف أنت يا حنظلة؟ قلت: نافَقَ حنظلة، قال: سبحان الله، ما تقول؟ قال: نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يُذكِّرنا بالجنة والنار كأنا رَأْي عين، فإذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عافَسْنا الأزواج والأولاد والضَّيْعَات، فنسينا كثيرًا، قال أبو بكر رضي الله عنه: فوالله إنا لنلقى مثل هذا، فانطلقت أنا وأبو بكر حتى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: نافق حنظلة يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما ذاك؟ قلت: يا رسول الله، نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأي العين، فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات، نسينا كثيرًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده، إن لو أنكم تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر، لَصافحتكم الملائكة على فُرُشكم، وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة ساعةً وساعةً؛ ثلاث مرات".
أظن انها هفوة حسنة تلك التي قادتني لهذا البرنامج ، و ليت كل الهفوات مثلها.