غادة إسماعيل تكتب.. هفوة


كثيرة هي الهفوات البسيطة التي نفعلها في حياتنا وتسبب لنا المتاعب والمشكلات النفسية والبدنية وأحيانا المادية، أتذكر هنا بعض من هذه الهفوات التي مرت بي، وربما يكون قد حدث معكم مثلها.
"افطار قبل الآذان"
من اكثر الهفوات التي تؤذينا نفسيا تلك التي تحدث لنا أثناء صيام شهر رمضان المبارك وقد تكون سببًا في ابطال صيامنا، ففي أحد أيام شهر رمضان المبارك دعاني زوجي للإفطار خارج المنزل لكسر الروتين ووقع اختيارنا على واحدًا من المطاعم الشهيرة عملا بالمثل الفلسطيني الشائع، إذا هبت رياحك فاغتنمها، دخلنا المطعم قبل آذان المغرب بدقائق وكنا في شهر يوليو وفي درجة حرارة تتجاوز الاربعين ونسبة رطوبة ٩٠ بالمائة، اصطحبنا مشرف الصالة إلى طاولتنا المحجوزة مسبقًا، وبمجرد أن جلسنا حتى اتى لنا السفرجي بصينية كبيرة تحتوي على مجموعة متنوعة من العصائر الطبيعية الطازجة المثلجة ومن بينها النوع الذي أعشقه، ومن شدة العطش اخذت كاسة العصير وشربت منها بلهفة وفي غمرة استمتاعي بتناوله سمعت صوت المؤذن وهو لتوه يقول "الله أكبر"، نظرت حولي فلم اجد اي فرد من أسرتي او من الجالسين من حولنا قد بدأوا بكسر صيامهم بعد، وأمام هذا الموقف الذي لا أحسد عليه وبينما أنا في حالة نفسية صعبة لضياع صيام اليوم بسبب هفوة انتابتني وعائلتي موجة من الضحك فشر البلية ما يضحك.
وكان أكثر ما يشغل تفكيري هل ارتكبت اثم وسأعيد صيام هذا اليوم، فقرأت عن ذلك وارتاح قلبي بعد سماع هذا الحديث الشريف:
قال صلّى الله عليه وسلّم ـ : “من نَسِيَ وهو صائم فأكَل أو شَرِبَ فليُتِمّ صومَه، فإنَّما أطعَمه اللهُ وسَقَاه” ، كما روى الدارقطني بإسناد صحيح أنه صلى الله عليه وسلّم قال: “إذا أكَل الصائِم ناسيًا أو شَرِبَ ناسيًا فإنَّما هو رِزقٌ ساقَه الله إليه، ولا قَضاءَ عليه”.
هفوة وراحت الحمدلله.