غادة إسماعيل تكتب.. هفوة


كثيرة هي الهفوات البسيطة التي نفعلها في حياتنا وتسبب لنا المتاعب والمشكلات النفسية والبدنية وأحيانا المادية، أتذكر هنا بعض من هذه الهفوات التي مرت بي، وربما يكون قد حدث معكم مثلها.
"الكمين"
كلما أتذكر ما حل بمصر خلال أحداث يناير ٢٠١١ وما اعقبها وما تلاها وما أشعلها وما اشغلها، وحالة الانفلات الأمني التي مرت بها والتوترات السياسية والمعاناة الاقتصادية والتفكك الاجتماعي والتردي الاخلاقي والتراجع التام على المستوى الفكري والثقافي والفني والرياضي، لا أصدق ما كانت عليه وما آلت إليه، وأحمد الله على نعمة الأمن والأمان والاستقرار التي نعيشها الآن ، فإذا لم نشعر بقيمة ما تحقق في بلدنا بفضل الله علينا فلننظر لضيوفنا من الأشقاء الذين خرجوا من بلادهم مضطرين بعد أن دمرت الفوضى أركانها، وفي هفوة منهم حرموا من نعمة الوطن ومن دفئه ومن شمسه ومن ضله.
اقرأ أيضاً
غادة إسماعيل تكتب: هفوة
غادة إسماعيل تكتب.. هفوة
غادة إسماعيل تكتب.. هفوة
غادة إسماعيل تكتب: هفوة
غادة إسماعيل تكتب.. هفوة
غادة إسماعيل تكتب.. ما قبل السحور (٧)
غادة إسماعيل تكتب.. ما قبل السحور (٦)
غادة إسماعيل تكتب.. ما قبل السحور (٥)
غادة إسماعيل تكتب : لماذا ٨ مارس ؟
غادة إسماعيل تكتب.. اليوم العالمي للغة الأم
غادة إسماعيل تكتب.. اللي يعوزه البيت
غادة إسماعيل تكتب.. استفيقوا يرحمكم الله
قد تجد لكل شيء بديل إلا الوطن فلا بديل له، وإن كنت تقيم في جنة الله على أرضه.
سوف نحمد الله ونكرر الحمد لأن دولتنا لم تكن كغيرها من الدول التي تعرضت لنفس الموقف ، فغيرنا خنع واستسلم ونحن أبينا وقاومنا ، فعادت مصر التي نعرفها؛ وها هي تمضي قدما نحو مصر التي نتمناها.
من بين المشاهد التي لاتنسى خلال تلك السنوات العصيبة مشهد الكمائن الثابتة والمتحركة في شوارع مصر والتي كان لها دورا بارزا في اعادة الانضباط وضبط الخارجين على القانون ، وأتذكر الكمين الرئيسي في منطقتنا والذي كنت أمر عليه حين خروجي من منزلي وعند عودتي اليه حيث كانوا يطلبون الأوراق الثبوتية للاطلاع عليها لذا كنت شديدة الحرص على أن أحمل معي كل اوراقي خلال تحركاتي، ومن كثرة مروري بهذا الكمين أصبحت معروفة لدى أفراده فباتوا يكتفون بالنظر في السيارة ويقولون لي اتفضلي، وذات مرة حدثت الهفوة وخرجت ومعي شنطة يد أخرى غير تلك التي بها أوراقي ولم انتبه لذلك إلا لحظة مروري بالكمين، ومن سوء حظي أن أفراد الكمين تغيروا، وعندما اقتربت من السيد أمين الشرطة وسألني عن أوراقي لم ارتبك ولم أتلعثم ولكني ابتسمت وقلت له هذه أول مرة أنسى أوراقي وهذه أول مرة أحد يسألني عنها فابتسم الأمين وقال وهذه أول مرة في حياتي اتحفظ على سيدة وبكل احترام طلب مني النزول من السيارة لكن يشاء القدر أن يلمحني ضابط الكمين الذي سبق له وأن رآني وأطلع على أوراقي اكثر من مرة في ذات الكمين فابتسم لي ولأمين الشرطة وسمح لي بالمرور وقال بصوت مسموع "متنسيش أوراقك تاني يامدام" رديت عليه بصوت مسموع:-
"هفوة ومش هتتكرر يا أفندم"