غادة إسماعيل تكتب.. هفوة


كثيرة هي الهفوات البسيطة التي نفعلها في حياتنا وتسبب لنا المتاعب والمشكلات النفسية والبدنية وأحيانا المادية ، أتذكر هنا بعض من هذه الهفوات التي مرت بي ، وربما يكون قد حدث معكم مثلها.
"واجب العزاء"
كنت على موعد مع إحدى صديقاتي لكنها وعلى غير العادة خالفت موعدنا ، فاتصلت بها لأعاتبها فوجدت صوتها مكتوما وبه نبرة حزن ولكن ليس بدرجة كبيرة فتصورت أنه مقلب من مقالبها المعتادة فقلت لها : قديمة العبي غيرها ، بعدها مباشرة سمعت صراخ وبكاء شديد من حولها ، فأيقنت أن أمرا جلل قد أصاب احدا من أقاربها وسألتها : ايه في ايه وغوشتيني ، قالتلي : حماتي تعيشي انتي ، شوية وهكلمك تاني مع السلامة وقفلت الخط قبل أن اعرف أي تفاصيل منها.
اقرأ أيضاً
غادة إسماعيل تكتب.. هفوة
غادة إسماعيل تكتب: هفوة
غادة إسماعيل تكتب.. هفوة
غادة إسماعيل تكتب.. ما قبل السحور (٧)
غادة إسماعيل تكتب.. ما قبل السحور (٦)
غادة إسماعيل تكتب.. ما قبل السحور (٥)
غادة إسماعيل تكتب : لماذا ٨ مارس ؟
غادة إسماعيل تكتب.. اليوم العالمي للغة الأم
غادة إسماعيل تكتب.. اللي يعوزه البيت
غادة إسماعيل تكتب.. استفيقوا يرحمكم الله
غادة إسماعيل تكتب: الإنتماء والغربة والمعادلة الصعبة
غادة إسماعيل تكتب.. تعاطفك لوحده مش كفاية
أربكتني بهذا الخبر فقد كان لدينا ارتباطاً مهماً في هذا اليوم ، انتظرت مكالمتها حتى ارتب أموري لتأدية واجب العزاء فقد كانت حماتها رحمها الله ، تعاملني بكل ود واحترام على عكس ما كانت تخبرني به صديقتي عنها حيث كانت دائما ما تشكو لي من افعالها مع اني كنت أراها لطيفة وبحبوحة ، كريمة ومضيافه ، أنيقة وشيك ، بس برضو ماننساش إن اللي قبلينا قالوا : "لو كانت الغلة أد التبن .. لحبت الحماة مرات الابن".
وبعد طول انتظار كلمتني صديقتي وبعد البقاء لله وشدوا حيلكم وربنا يصبركم سألتها هو العزاء امتى وفين ، ابلغتني بإنه في أحد دور المناسبات في مصر الجديدة بعد صلاة العشاء ، طيب أمر عليكي في البيت نروح مع بعض ، قالتلي مري عليا عند الكوافير وهاتي معاكي أي ذهب عندك عشان ألبسه في العزاء ، قلتلها كوافير وذهب ماشاء الله هو دا عزاء ولا كتب كتاب ، قالت عزاء طبعا هو انتي محضرتيش عزاء قبل كدا ولا ايه ، قلتلها مش فاكرة يمكن حضرت خطوبة أو شبكة ولا يمكن كانت حنة بس الوضع مكنش أوفر كدا بصراحة!.
المهم ذهبنا للعزاء وبينما أنا منهمكة في حفظ بعض الجمل التي سأواسي بها زوج المرحومة حيث تحدّث احيانا بعض الهفوات في مثل هذه المواقف ، قررت مع نفسي أن أقول لذوي المتوفى: عظم الله أجركم وأحسن عزاءكم وغفر لها ، لله ما أخذ ولله ما أعطى ، ولكني فوجئت بعرض أزياء ومنافسة بين صديقتي وسلايفها زوجات اخوان زوجها على اظهار اناقتهن وزينتهن وكأنهن في حفل "ميس ايجيبت" وفي لحظة استغرابي وتعجبي قدمت لي صديقتي حماها لتعزيته ، نسيت كل جمل العزاء التي حفظتها وقلت له : فرصة سعيدة يا عمو وألف ألف مبروك!.
هفوة وبتحصل.