غادة إسماعيل تكتب: هفوة


كثيرة هي الهفوات البسيطة التي نفعلها في حياتنا وتسبب لنا المتاعب والمشكلات النفسية والبدنية وأحيانا المادية ، أتذكر هنا بعض من هذه الهفوات التي مرت بي ، وربما يكون قد حدث معكم مثلها .
"نظافة الأسنان"
تنظيف الأسنان من العادات اليومية المتكررة التي نحرص عليها جميعا فمنا من يفعلها كل صباح ومن يفعلها صباحا ومساءا ومن يفعلها بعد كل وجبة ، والمهووسون أمثالي يكررونها كثيرا بسبب او بدون سبب ، لكن هل اخطأت أو أخطأتي يوما ببتنظيف أسنانك باستخدام معجون الحلاقة بدلاً من معجون الأسنان ؟
ربما تعرض بعضنا لمثل هذه الهفوة التي تحدث أحيانا بفعل التسرع والاستعجال ، ولكن ما هي ردة فعلنا عندما نمر بهذه التجربة المزعجة لأول مرة وماذا يحدث لنا عند تكرارها مرات أخرى .
من المؤكد أن الرجال أكثر عرضة لذلك عن النساء لطبيعة استخدامهم شبه اليومي لمعجون الحلاقة ووضع أنبوبته في أغلب الأحيان بجانب أنبوب معجون الأسنان بنفس الحامل وعلى ذات الرف المثبت أمام المرآة ، أما عن ردة الفعل فإنها ستختلف من شخص لآخر ومن سن لسن ، لكن في كل الاحوال ستكون اول مرة هي الاصعب على الإطلاق.
كان هذا الموضوع العجيب محور حديثي مع مجموعة من الأصدقاء الذين أصابهم الملل من الحديث في الأمور السياسية والرياضية وحتى الفنية فأصبحوا يبحثون عن موضوعات لا تسبب لهم احباطا ولا تضاعف من همومهم ولا تشغل تفكيرهم بل تدعوهم للضحك او الابتسام على اقل تقدير .
كنت أظن أنني لن أجد تفاعلا من الحاضرين لعدم مرورهم بتلك الهفوة التي حدثت لي ذات مرة ، وبعد أن سردت لهم هفوتي وكيف كان تأثيرها مريعا على حاستي الشم والتذوق وحالة القرف التّي انتابتني بعدها واستمرت معي لعدة أيام ، فوجئت بأنّ معظمهم مر بنفس التجربة، لكن أكثر ما شدنا جميعا حديث صديقتنا "ن" التي قصت علينا حكايتها مع معجون الحلاقة بطريقة كوميدية رائعة .
قالت "ن" انها استخدمت معجون حلاقة زوجها في غسل أسنانها بالخطأ في أول مرة فقط ، وفي المرات التي تلتها كانت تستخدمه عمدا وازداد تعلقها به مع كثرة استخدامه حتى باتت تفضله على معاجين الأسنان الأخرى بكافة أنواعها ، فما السر في ذلك يا أخت "ن" ، تقول "ن" انها اكتشفت أنه ساهم بشكل كبير ليس فقط في تنظيف أسنانها بل في تبييضها أيضا ، معقولة يا نون ! وهل يعقل ذلك؟ نعم ، وعليكم بالتجربة فهي خير برهان.
وعن طعم الصابون في الفم قالت انها اعتادت عليه ولم يضيرها في شيء فبعد المضمضة تذهب رائحته تماما ، ولكنها تحرص على اعادة غسل أسنانها بقليل من معجون الأسنان وذلك لإظهار رائحة الفلورايد عندما تتحدث وخاصة مع زوجها الذي أعلن لها عن اعجابه الشديد بأسنانها البيضاء ورائحتها الزكيّة دون ان يعلم أن السر في ذلك هو معجون الحلاقة الخاص به الذي اصبح ينفذ سريعا وقبل ان يستخدم ربع محتواه !
صحيح الهفوة اللي تخافي منها متلاقيش احسن منها ! ولكن احذري عزيزتي القارئة من تجربة هفوة مدام "ن" فربما تكون قد بالغت في مدحها لمعجون الحلاقة أو أنها تحمل حقداً لمعجون الأسنان أو أن حديثها برمته كان على سبيل الدعابة .
والي لقاء مع هفوة جديدة