غادة إسماعيل تكتب.. ما قبل السحور (٦)
بدأت مصر ثم بدأ التاريخ، ولذلك فكل اختراع أصله مصري، وأي مستحدث جذره مصري، رؤية رمضان بدأت من هنا، أما فانوسه وزينته ومدفعه وطقوسه وموائده واكلاته وحلوياته فقد ابتدعها المصريون وصارت على نهجهم سائر الأمم.
كحك العيد
في عيد الفطر المبارك من كل عام لا يخلو منزل في مصر من الكحك سواء كان أهل المنزل فقراء أو أغنياء، مسلمون أو مسيحيون فتقديم الكحك وتناوله في العيد من الموروثات المصرية القديمة، وقد ذكر ذلك الدكتور سيد كريم فى كتابه "لغز الحضارة الفرعونية" حيث قال أن زوجات الملوك أيام الفراعنة كنً يقدمن الكحك للكهنة وللقائمين على حراسة هرم الملك خوفو وذلك يوم تعامد الشمس على حجرته وقد ظهرت صور لصناعة كحك العيد فى مقابر طيبة ومنف ، وفى عهد الدولة الاخشيدية كان أبو بكر المادرانى وزير الدولة يصنع الكحك فى أعياد الفطر ويحشوه بالدنانير الذهبية، وفي العهد الفاطمي كان الخليفة يخصص حوالى 20 ألف دينار لعمل كحك عيد الفطر وتتفرغ المصانع من منتصف شهر رجب لصناعة الكحك، وكان الخليفة يتولى مهمة توزيع الكحك على الكافة بنفسه، وقد توارث المصريون هذه العادة من عهد الفراعنة حتى يومنا هذا، والى وقت قريب لم تكن بعض البلدان العربية تعرف شيئا عن الكحك المصري حتى بدأ في الانتشار مؤخرا على ايدي العمالة المصرية العاملة بالخارج ووجد اقبالا من الجاليات المصرية أولا ومن ثم من المواطنين والجنسيات الأخرى المقيمة في تلك الدول.
ومن اللطيف أن تجد في متحف الفن الإسلامي بالقاهرة قوالب الكحك وقد نقشت عليها بعض العبارات مثل "كل هنيئًا واشكر" و"كل واشكر مولاك" وغيرها من عبارات التهاني بالعيد، وكل عام وأم الدنيا بخير، ويارب لا ينقطع لها عادة.