غادة إسماعيل تكتب: هفوة


كثيرة هي الهفوات البسيطة التي نفعلها في حياتنا وتسبب لنا المتاعب والمشكلات النفسية والبدنية وأحيانا المادية ، أتذكر هنا بعض من هذه الهفوات التي مرت بي ، وربما يكون قد حدث معكم مثلها .
"عشاء دليفري"
ذات مساء عدت إلى منزلي مرهقة بعد مجهود شاق بذلته على مدى اليوم لم أتمكن خلاله من تناول أي نوع من أنواع الطعام تصبيرة تسندني ولو قليلا حتى موعد العشاء مع بنوتتي ، كما لم يسعفني الوقت لتجهيز الطعام بالمنزل من شدة التعب ، دقائق معدودة وعادت ابنتي من الجامعة مرهقة هي الأخرى وجائعة مثلي تماما .
اتفقنا ان نطلب عشاء دليفري ، اتصلت بالخط الساخن وعملت الاوردر بزيادة حبتين شوية عن المألوف فبجانب سندوتشان من شاورمة اللحم والدجاج لكل واحدة طلبت البطاطس الكرسبي المقرمشة والتحابيش الأخرى من صوصات وسلطات وخلافه ، وتصورت اننا سنفترس الأكل افتراسا وسنلتهمه التهاما مهما كانت كميته من شدة الجوع والتعب ، ولكن بسبب هفوة بسيطة لم تكن في الحسبان دفعت ثمن هذا العشاء غاليا .
فبعد ان انهيت محادثتي مع الخط الساخن وأغلقت السكة تذكرت انني لم أسأله السؤال المعتاد ( الحساب كام ؟ ) ، و لم اكلف نفسي عناء اعادة الاتصال لتأكيد الاوردر ومعرفة الحساب وموعد وصوله ، وقلت لنفسي زي ميطلع دول كلهم اربع سندوتشات وشوية تحابيش .
خلال ساعة إلا ربع حضر كابتن الدليفري ومعه العشاء ، وهنا كانت المفاجأة ، فقد سلمني الاوردر في اكثر من ست شنط من الحجم الوسط و اربع من الحجم الصغير ، ماشاء الله ، ايه دا كله ياكابتن ، متأكد ان دا أوردري ؟ ايوة يا افندم ، متأكد من العنوان؟ أيوة يا افندم .
ابتسم الكابتن المحترم وسلمني الاوردر وهو يقول : ( ٤ كيلو شاورما يا افندم ٢ لحمة و ٢ فراخ مع الأرز والبطاطس والسلطات) ، ابتسمت له وابلغته بكل ثقة ان هذا الاوردر مش بتاعي لاني طلبت ٤ سندوتش مش ٤ كيلو .
عاودنا الاتصال بالخط الساخن الذي اعاد سماع المكالمة المسجلة وأثبت لي انني لم انطق كلمة سندوتش مطلقا حيث طلبت ٢ شاورمة لحم و ٢ فراخ ، وهو ما اعتبرهم بالكيلو مش بالسندوتش ، تفهمت الموقف الذي حدث وحاولت تغيير الاوردر وجاءني الرد ان ذلك مستحيلا ، وبسبب هذه الهفوة البسيطة طلبت الفاتورة ودفعت ما يقارب ال ٢٠٠٠ جنيه في عشوة شاورما ، والأمر لله من قبل ومن بعد .
ولنا لقاء وهفوة جديدة..