غادة إسماعيل تكتب.. هفوة


كثيرة هي الهفوات البسيطة التي نفعلها في حياتنا وتسبب لنا المتاعب والمشكلات النفسية والبدنية وأحيانا المادية، ولقد ذكرت في مقالات سابقة بعض الهفوات العابرة التي كانت نهاياتها في الغالب مضحكة، لكن نهاية هفوة اليوم للأسف مأساوية.
"الموت مقابل العفة"
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره أعلنت أسرة المغفور لها بإذن الله حبيبة الشماع "فتاة الشروق" عن وفاتها بعد تدهور حالتها الصحية على إثر قفزها من سيارة أجرة تابعة لإحدى شركات النقل الذكي كانت تستقلها على طريق السويس بعد أن استشعرت أن السائق يمهد لخطفها.
رحمة الله عليكي يا حبيبة وغفر لكي وأسكنك فسيح جناته وصبر أهلك وذويكي، ونقول لكي وانتي اليوم في ذمة الله، لقد اتخذتي قرارك بالقفز من السيارة وهي مسرعة خشية أن يمسسكي السائق بسوء بعد أن أتى بأفعال مريبة فدفعتي حياتك ثمنا لكريم خلقك وقويم سلوكك وتميم حياءك، اخترتي الموت مقابل العفة.
كان هذا تصرفك، وربما تعرضت العشرات أو المئات من بناتنا لمثل هذا الموقف ولكن تنوعت تصرفاتهم فمنهن من انتظرت ما سيحدث لها ومنهن من استسلمت ومنهن من قاومت ومنهن من ضحت بحياتها مثلك، فالعرض غال وثمن المحافظة عليه أغلى.
وبالنسبة للطرف الآخر "المتهم" فهو الآن ماثل أمام العدالة ، وحسب أقواله التي نشرت بالصحف فقد نفى محاولته التحرش بحبيبة وأنه فوجئ بقفزها من السيارة بعدما قام بغلق زجاجها ورش العطر بداخلها، وإن كان فعل ذلك بحسن نية كما يدعي فتلك الهفوة التي ارتكبها كان ثمنها ازهاق روح بريئة في عمر الزهور.
والأمر برمته الآن بيد قضائنا الشامخ الذي لا يترك هفوة في أي قضية إلا ونظر اليها بعين ثاقبة وضمير حي لاحقاق الحق ونصرة كل مظلوم.
وألف رحمة ونور على فتاة الشروق "حبيبة الشماع".