غادة إسماعيل تكتب.. تعاطفك لوحده مش كفاية
جملة فكاهية ذكرت في فيلم كوميدي لفنان خفيف الظل معظمنا يحبه، ولكنها للاسف هنا عكست كوميديا سوداء عندما نتحدث عن جريمة قتل جديدة الضحية فيها هي سلمي والقاتل هو اسلام وجريمة مكررة الأركان لم يجتهد في تحديثها الجاني وهي نتيجة طبيعية لعدة عوامل منها تعاطف شريحة من المجتمع مع قاتل نيرة أشرف، فسمعنا من يريد أن يترافع عنه أو من يبرر القتل لانها غير محجبة أو انها كانت موديل أو انه كان يكتب لها الابحاث وهي كانت تستغله ثم خلت به ولم توافق علي الارتباط.
كم من الأسباب التي تعكس كم الأمراض النفسية التي يعاني منها هذا المجتمع للأسف.
هل هناك دافع جديد هنا غير حب التملك والتعاطف من البعض كما حدث مع قاتل نيرة والشهرة فلنري الجريمة في استعراض سريع.
فالضحية هنا الطالبة سلمي بهجت خريجة اعلام أكاديمية الشروق والثانية علي الدفعة والمجتهدة والمتفوقة بشهادة هيئة التدريس والهيئة المعاونة علي مدار الأربع سنوات، أما القاتل فهو اسلام محمد طالب بالفرقة الثالثة اعلام أكاديمية الشروق، أيضا هو في أقواله ينسب تفوقها في الدرجات العملية لنفسه في الفرقتين الثالثة والرابعة.
وسؤالي هنا إلى هيئة التدريس هل هذا الشاب كان يحضر العملي بدلًا منها ويكتب لها الابحاث ويقدمها ثم تحصل هي على درجات مرتفعة بل وأعلى من درجاته؟ وهل أرغم أحد هذا الشاب علي فعل هذا إن حدث طبقًا لاقواله؟.
هل أصبحنا في زمن تجُبر الفتاة اذا قدم لها شاب أي خدمة أو بحث أو خلافه يكون عليها تسديد الثمن بتقديم فروض الطاعة والولاء بالارتباط به أو تكون حياتها هي الثمن؟.
حب التملك الذي أصبح مبرر القتل في هذه الأيام ثم تلويث السمعة بعده منطق غريب لا نعلم من أقره.
ولكن في النهاية ان تصرفاتنا ما هي إلا انعكاس لمورثات تربيتنا وأنا من هنا أدق جرس الانذار للأهالي في تربية أولادكم الذكور ابتعدوا عن النزعة الذكورية في التربية وهي إن الدنيا ملك للذكر وكذلك اعتمدن أيها البنات علي أنفسكن في كل مهام حياتكن ولا تعطى مبرر لغيركم لقتلكن وتلويث سمعتكم.
وأعان الله أهل القانون والقضاء في سرعة الحكم والتنفيذ في هذه القضية حتي لا نصحو غدًا علي جريمة ثالثة في غضون أسابيع من سابقتها.