فاطمة عمر تكتب: قبلة على قدم أمي


أمي ثلاثة أحرف تحمل كل معاني القيم التي علمتنا إياها والمبادئ التي ربتنا عليها والأخلاق التي جعلتها مكوناً اساسياً في شخصتي وأخوي
عندما أعود بالذاكرة الى الوراء سنوات عمر ليست بالقليله أتأمل تفاصيل وأشاهد ذكريات وأعانق أياما ليتها تعود حتى بمعاناتها
اقرأ أيضاً
فاطمة عمر تكتب: وردية مطبخ
فاطمة عمر تكتب: واللي ما يشتري.. يتنيّل
فاطمة عمر تكتب: أتمعشق اسمك وانتِ
فاطمة عمر تكتب: النيل مجاشي
فاطمة عمر تكتب: الأستاذ عادل والأبله سهام.. أقربهم مودة
فاطمة عمر تكتب: بشير الديك
فاطمة عمر تكتب: إيدك والتابليت يا حبيبي
فاطمة عمر تكتب.. فلسفة المعلم عباس
فاطمة عمر تكتب.. العقلاء لاااء لاااء
فاطمة عمر تكتب.. ليس كل العقاب ضربًا
فاطمة عمر تكتب: قبلة على يد الوزير
فاطمة عمر تكتب.. شدة وتزول يا احبابي
أياما تحملت فيها أمي مع أبي رحمة الله عليه مسؤولية أن نكون على ما نحن عليه الأن وكان أبي رحمة الله عليه يقول لنا ما أنتم فيه الأن بفضل الله ثم أمكم
كانت أمي تعتبرنا هدفاً وغاية وحلماً لم تتوان لحظة أو تدخر جهداً في تحقيقه وتحملت من أجله أياماً صعبه وسنوات شاقه
تعلمنا من أمي و للإنصاف أبي أيضا رحمة الله عليه كيف يكون الإنضباط مكوناً أساسياً في شخصيتك وكانت المذاكره أكبر تدريب عملي كانت صارمة وقوية في هذا الأمر وكانت تنهرنا إذا نقصت درجاتنا نصف درجة أو درجه
أكاد أراها الآن وهي تذاكر لنا وأسمع كلماتها ..حسّن خطك.. إقرا كويس ..ركز وأنت بتجاوب ..لا تتسرع ..لا تغش ولا تغشش.. أحترم المدرس ..قدّر الكبيروأعمل له ألف خاطر وحساب ..أقعد كويس ...لا تضع رجل على رجل وانت قاعد ..وغيرها من قواعد الأدب
في كثير من الأحيان كنت أرى أمي كالقطار يسير في طريقه لا يعرف اللف ولا الدوران ولا السير في الحواري والأزقه فلم تكن وما زالت تسمح باي هامش للخطأ أو التجاوز وكانت كلمتها الشهيره وتغلط ليه لما أنت متربي وعندما كبرت قليلا ناقشتها في هذا الامر وأن الخطأ فعل بشري ولكن دائما ما ينتهي النقاش بنفس جملتها لما أنت متربي تغلط ليه
أمي سيدة مصرية تنتمي لجيل العظيمات الآئي كن يبذلن كل ما في وسعهن من أجل أن تستقيم الحياه تربية الأبناء بالنسبة لهن رسالة وواجب وحق غير قابل للتنازل أو التهاون أو التفريط دون نظريات التربيه الإيجابيه التي أفسدت علينا أولادنا وما زلت أسمع صوت القلم اللي رن على خدي لأنني ذات يوم ذهبت من الجامعه الى بيت جدي دون أن أستأذنها قبلاً وأقسم أنني منذ ذلك اليوم وحتى الآن لا أذهب الى مكان قبل أن أخبرها ذهاباً وإياباً
كثيراً ما سمعت من أمي أنتم شقى العمر الزرعه التي فنيت حياتي من أجلها ..ولن تنسى أذني يوم أن اختبرها الله سبحانه وتعالى الإختبار الأصعب على قلب كل أم يوم أن رحل أخي الأصغر الطبيب الطيب رحمة الله عليه كانت صرخاتها تحمل وجعاً وأنكساراً عبّرت عنه كلماتها شقى العمر راح
نعم كنا وما زلنا بالنسبة لها شقى العمر فأصبحت هي وستظل كل العمر ...قبلة على قدمك يا أمي ...دعوة من القلب لك بدوام الصحة والعافيه والصبر على غياب الأحباب