فاطمة عمر تكتب: إيدك والتابليت يا حبيبي
في 15 مايو الماضي وخلال اجتماع لجنة الخطه والموازنه بمجلس النواب وبحسب ما نُشِر في المصري اليوم اجتمعت اللجنه لمناقشة مشروع الموازنة العامه لوزارة التربيه والتعليم والتعليم الفني وما تتضمنه من موازنة البرامج والأداء سأل وكيل اللجنه عن الميزانيه المخصصه للتابليت في العام الدراسي 2024-2025 فرد مسؤول الوزاره بأنه كان مقدراً له مبلغ 6 مليار جنيه لكن نتيجة تغير السعر متوقع أن يكون حجم الإنفاق على التابليت 7.7 مليار جنيه
والسؤال هل أثبتت تجربة لتابليت جدواها في السنوات الماضيه حتى ننفق عليها كل هذه المليارات؟! وماذا عن حجم إنفاق الوزاره لبناء مدارس جديده ترحم أبناءنا من التكدس الخانق في الفصول أو رفع كفاءة المدارس الموجوده بالفعل؟
كم أنفقنا على ملاعب الرياضات المختلفه في المدارس إن وجدت وغرف الرسم والموسيقى والمسرح المدرسي؟
كم أنفقنا على تطوير المناهج تطويراً حقيقياً وليس مجرد حزف أو حشو في مناهج أراها ويراها قبلي الطلبه من حولي عقيمة يتعامل معها الطلاب كدواء مر يتجرعون مرارته من أجل النجاح؟
كم أنفقنا على المعامل في المدارس كي تخرج لنا النابهين من أبائنا علماء يفيدون بلدهم يحققون أحلامهم؟
منذ أن خرج علينا سيادة الوزير الأسبق صاحب فكرة التابليت دون دراسة حقيقه لواقع التعليم في مصر ونحن نتساءل عن جدوى هذه التجربه وهل أتت ثمارها في ظل مدارس في أغلبها غير مؤهله لذلك من حيث كفاءة خدمة الأنترنت ناهيك عن كفاءتها في المنازل ولو كانت التجربه مثمره ما وضعت الوزاره في السنوات الماضيه الإمتحانات الورقيه بديلا عن الإمتحان على التابليت نظراً لسوء خدمة الأنترنت
لماذا ننفق كل هذه المليارات على تجربة لم يوافقها النجاح المرجو منها ولم تحقق أهدافها الى الأن ؟!!!
وكي نزيد من عبثية التجربه جاءت قرارات وزارة التعليم الأخيره الخاصه بالتابليت كي تثقل كاهل أولياء الأمور بأعباء جديده بجعله عهدة شخصيه على الطالب وولي أمره وعليه إعادته وملحقاته بحاله سليمه تماما بعد الأنتهاء من سنوات الدراسه الثانويه الثلاث وإذا لم يفعل فعلى ولي الأمر دفع ثمنه كاملاً
تفاصيل كثيره ظاهرها أن يعتاد الطالب المحافظه على الأشياء وباطنه مزيد من الأعباء والتساؤلات هل سعر التابليت ثابت طيلة الثلاث سنوات أم معرض للزياده على أعتبار أن لا سعر باق على حاله وما هو حجم الزياده ومن سيحددها ؟ كم سيدفع ولي الأمر في حال فسد الجهاز بعد الثلاث سنوات؟ هل التسليم إجباري لكل طلبة المدارس المنصوص عليها في قرار السيد الوزير أم من حق الطالب رفض التسلم وإذا كان من حقه الرفض لماذا ننفق كل هذه المليارات على تجربه لن تعمم على جميع الطلاب ؟لماذا تحول التابليت من هدية للطالب بعد الثلاث سنوات الى عهده؟
لقد اصابني الدوار من كثرة ما تحمله رأسي من أسئله لا تسعها الصفحات
إن الأزمة الحقيقيه والتي أراها تزداد أنه ليس لدينا استراتيجيه ثابته في العمليه التعليمه يطبق كل وزير جديد جزءا منها حتى تكتمل وإنما مصير التعليم ومستقبل أولادنا يخضع في النهاية لأفكار وقرارات تتغير بتغير من يجلس على الكرسي