فاطمة عمر تكتب: واللي ما يشتري.. يتنيّل


ياللا يا جودعان قبل ما يعقل يا جودعان بضاعه تمام واللي ما يشتري يتنيّل..جملة جاءت في فيلم إسماعيل يس في مستشفى المجانين والذي رغم عنوانه إلا أن اسماعيل يس فيه كان اسمه حسونه الفطاطري وهي مفارقه تكررت كثيرا في افلامه
..جملة ساخره تجعلك تضحك من قلبك في زمن عزت فيه الضحكات وزادت فيها المضحكات المبكيات كذلك اليوم الذي أصابني فيه الدوار مما رأيت
فذات يوم قريب أصبت بالجنون وقررت أن أشتري ياميش رمضان وليس من عادتي المبالغه في الشراء ولا أشتري كل الأنواع وإنما عينات وبكميات قليله حتى لا ينسى أولادي شكل الياميش أما أنا فالأمر ليس مهماً ولا ضرورياً ففي أيامي كان الياميش بالنسبة لناهو الذبيب وجوز الهند أما المشمشيه وقمر الدين فكانت أمي أطال الله في عمرها ومتعها بالصحة والعافيه تصنعهما في المنزل في موسم المشمش الذي كان يأتينا من الأرض أو الغيط كانت أياماً حلوه يملؤها الخير والبركه ليتها تعود
المهم ذهبت إلى أول بائع وجدته أمامي سألته وليتني لم أفعل فكانت صدمتي أكبر من السعر الذي ألقاه في وجههي ككقنبلة الغاز التي تصيبك بشرقه وضيق في التنفس تكاد توشك معه على الإختناق
تركته وذهبت لغيره فقال مثل سابقه أو ربما أكثر قليلا وظللت هكذا رايحه جايه بين المحلات وأنا أشبه بالفنانه سهير البابلي في مسلسل يكيزه وزغلون وكنت على وشك أن أقول كلمتها الشهيره بتبيعوا بالكبشه طيب
ورغم الزحام إلا أنني حاولت الصمود واستكمال رحلتي الشاقه في شراء الياميش وأثناء البحث عن سعر حونين حبتين دار بيني وبين نفسي حوار وخناق ووجدتني أمام صوتين بداخلي أحدهما يقول يا بنتي ارجعي على قلبك يعني الدوخه دي أنت أصلا مش أستاذه يعني في القطايف والخشاف والكنافه والحاجات العجيبه دي والصوت الثاني يقولي لااااا كملّي ويكفيك شرف المحاوله يمكن ربنا يرزقك ببائع طيب أسعاره حنينه على جيبك حبتين وأخيراً وبعد ما انفك زيد يمشي لحد ما حفيت رجليه وجدت بائعاً في محل ليس به من بهرجة الكهارب ما كان عند سابقيه سألته عن الأسعار وقعد أحسب أجيب إيه واستغنى عن إيه ويبدو أنني اطلت في التفكير فأصيب الرجل بالملل وسألني هتشتري يا مدام قلت له وبكل شموخ ..لا ياخبيبي راخ نتنيل