فاطمة عمر تكتب: بشير الديك
إلتقيته مرتين في برامجي الرمضانيه كنت عندما أسمع صوته أشعر بباقة من الود المشرق يصلك نبضها دون عناء منك يحاوطك دفؤها للدرجة التي تجعلك تتمنى لو طال الحديث معه فوق المده ..
كنت أشعر في التعامل معه بمساحة واسعة من الرقي تذكرني بأيام لم أعشها إلا حكياً
في رمضان الماضي هاتفته للإتفاق على موعد لتسجيل إحدى حلقات برنامج أو ليصمت ورغم بشاشة صوته وترحيب كلماته إلا أنني ولم أعرف وقتها لما أحسسته غير كل مره يبدو وقد سكنه الشجن..حكى لي عن عمله الذي لم يكتمل بالرحيل-شلة الأروانه- وعن سواق الأتوبيس الذي بدأ فكرة في جملة قالها له المخرج محمد خان { عايزين نعمل فيلم عن سواق تاكسي} ومضى خان لتتحول الفكره الى فيلم سواق الأتوبيس ويقدمه عاطف الطيب باقتراح من خان...وعندما بدأنا الحوار سألته عن مقولته أشعر بغربة عن الواقع الحالي وهل كانت غربته إنسانيه أم فنيه فقال الاثنين شعرت وقتها بأن بداخله حالة من الرفض لكل ما يدور حولنا من مشاهد عبثيه وتابعت بسؤاله عن ما إذا كانت هذه الغربه سبب غيابه عن الساحة الفنيه فقال بالتأكيد
نعم لقد كان الرائع الراحل بشير الديك واحدا من الكبار الذين الذين أثروا حياتنا فناً وإبداعاً وثقافةً ..الكبار الذين أجبروا على البقاء في الظل منعهمتعففهممن الجري وراء هذا أوذاك من أجل العوده.. منعهم تاريخ إبداعهم من تقديم ما لا يناسب حتى ولوكان من وجهة نظرهم وفضلوا الصمت فناً لسنوات ليست بالقليله
في آخر لقاء لي معه تحدثنا كثيراً في مواضيع أكثر ذكرته بمشاهد من أفلامه بروعة ما جاء على لسان مصطفى خلف في ضد الحكومه وحسن سواق الأتوبيس وفطوم في كفر عسكر وناجي العلي وغيرها من الأعمال الرائعه التي تحمل توقيعه
وكلما كنت أذكر له اسم عاطف الطيب كنت أشعر وكأنه غاب في عالم ذي خصوصية تتوالى فيه مشاهد الذكريات الحلوه ولكن في النهايه ينطق لسانه بكلمة وحشتني يا عاطف وسلامي لك حتى نلتقي
وذهب اليه ولكن دون ملاحقة عدسات المصورين وتزاحمهم في جنازته كما يفعلون دائما ولا أعرف لما؟!!!
بشير الديك عشتَ باقة من الود ....ولك بعد الرحيل مني باقة ورد ولروحك الرحمة بإذن الله