فاطمة عمر تكتب: الأستاذ عادل والأبله سهام.. أقربهم مودة
في سنوات الطفولة كان أبي رحمة الله عليه وأمي أطال الله في عمرها ومتعها بالصحة والعافية يعلمانا أن نحب الآخر ونحترمه وإن اختلف معنا في الرأي أو العقيدة ولم يكن ذلك بالكلام فقط ولكن بالمواقف والأفعال المستندة على رواسخ الدين الإسلامي الحنيف بقيمه وأخلاقه وكبرنا ونحن نعي الدرس جيدًا.
ورغم مرور لم تغب عن ذاكرتي مشاهد الود الذي كان يتعامل به أبي وأمي مع شركاء الوطن ولكنني سأختص بالذكر هنا نموذجان ربطتنا بهما علاقات أسريه وهما الأستاذ عادل لويس صديق والدي حتى النهاية والأبله سهام صمويل صديق ة أمي وعشرة العمر.
الأستاذ عادل نموذجاً للصديق الوفي والمعلم الفاضل كان والدي يكبره بسنوات ليست بالقليله ورغم ذلك تحولت العلاقة بينهما من مجرد زملاء مدير مدرسة ومدرس بها الى صداقة ما زال وفاؤها ينبض بالحياة رغم رحيل الوالد منذ ما يقرب من 27 عاما وما زلت أذكر فرحة أبي رحمة الله عليه عندما رزق الاستاذ عادل بابنته ميرا وكيف استعد هو وأمي لزيارته تسبقهما دعوات بأن يبارك الله هذه الوليدة الصغيرة ويحميها من كل سوء أما عندما زارنا الأستاذ عادل والسيده الفاضلة زوجته فتلك قصة أخرى أشهد أن والدي كان رجلاً كريماً يحتفي بضيوفه ولكن هذه الزياره كانت لها احتفاء خاص وظل أستاذي عادل لويس على وفائه لصداقته بأبي حتى بعد الرحيل ما زال يسأل عني وعن الأسره بل وصرت أنا وهو صديقين أيضاً وكم شعرت بمرارته وحزنه عندما رحل أخي الطبيب الطيب رحمة الله عليه.
أما الأبله سهام فهذه عشرة العمر بالنسبة لأمي تنزلها من نفسها منزلة الأخت والصديقة الغالية وقد ورثتُ من أمي حبها لهذه السيدة الفاضلة عندما كنت ألتقيها أشعر بمحبتها لأمي ولنا تصل الى قلبي دون عناء
أذكر وأنا طفلة جلساتها وأمي وبيقة الصديقات في حجرة التدبير المنزلي بالمدرسه بعدها نشم روائح ما لذ وطاب من الطعام الشهي ...وكبرنا وكبرت معنا الأفراح والأحزان وفي كليهما كانت الأبله سهام حاضرة بمشاعرها الصادقه الوفيه لكل يوم عاشته وأمي صديقتين.
أستاذي عادل لويس وأستاذتي سهام صمويل وكل الأخوه المسيحيين كل عام أنتم بخير.. كل عام ونحن نكوّن معاً نسيج الوطن ..كل عام ونحن لُحْمَة واحدة نصد بقوة وحدتنا أي محاولات للفرقة والخلاف بقلوبنا التي تملؤها المحبة.. كل عام وأنتم أقربهم مودة.