د. حياة عبدون تكتب.. هل تشارك في مسابقة الضفادع؟
يُحكى يومًا أن مسابقة قد أجريت بين عدد من الضفادع في بركة من المياه على من يستطيع الخروج منها، التف عدد كبير من الجمهور حول البركة لمتابعة المسابقة، وكلما كانت تصل إحدى الضفادع لسلم النهاية وتحاول أن تقفز خارج البركة، كانت أصوات استهجان الجمهور يضايقها فتفشل في الخروج وتكررت هذه الواقعة، حتى استطاع "ضفدع" أن ينجح أخيرًا في الخروج من البركة!.
وعندما ذهبوا ليسألوا "الضفدع" عن سبب فوزه؟، وجدوا أن "الضفدع" كان أصم، فلم يسمع أصوات الجمهور ولا استهجانهم ولا صرخاتهم ولا من حاولوا إفشاله، فنجح..!
تذكرت هذه القصة وأنا أتابع قصص كفاح وانتصارات كثير من الشخصيات حولي، فوجدت انهم مثل "الضفدع" لم يهتموا بكلام الناس ولا بحقدهم ولا بغيرتهم بل تناسوا الافتراء، الافك، الحسد، الحقد، السم، التنمر، المكيدة، الوقيعة، فنجحوا.
فلم اهتم بكلام البشر ولم أجادل أحمق أو غبي أو حاقد لأنه مضيعة للوقت، فكلام الناس مثل الصخور إما أن تحملها علي ظهرك فتنكسر، أو تبني بها برجًا تحت أقدامك فتعلو وتنتصر عليهم لأن أكثر خطايا بن آدم في لسانه، وكن من أفضل المسلمين الذي قال فيهم شفيعي وشفيعك من سلم المسلمون من لسانه ويده، صدقت يا شفيعي يا رسول الله صلي الله عليه وسلم.
لا تشغل نفسك بما يقال خلف ظهرك ولا تضيع وقتك في طرح كثير من التساؤلات "لماذا قالوا ذلك؟، ولماذا فعلوا ذلك؟"، فهناك كثير من التساؤلات لن تجد لها إجابة واحدة إلا "من غير ليه"!، فنحن لا نعيش دائمًا بمنطق، أو بأسباب منطقية، فنحن محاطين بعدد كبير من الأسئلة لا اجابة لها إلا "من غير ليه"، فلا تركز كثيرًا عن أسباب كلام الناس عنك أو عن أسباب كذبهم عليك أو عن خناجرهم في ظهرك.
بل ركز علي نفسك، أخطائك، حياتك، أهدافك، أحلامك، عيوبك، عثراتك، نقاط قوتك، واعلم أن عثرة القدم أسلم من عثرة اللسان، "اذا تم العقل، نقص الكلام، بكثرة الصمت تكون الهيبة".
اعلم أن لسان العاقل وراء قلبه، وقلب الأحمق وراء لسانه، اعلم أنه من المستحيل ارضاء الناس في كل الأمور، فليكن همك الوحيد هو إرضاء ربك وضميرك فقط، واعلم أن حياتك التي يقودها عقلك أفضل بكثير من حياة يقودها كلام الناس، فاذا سلمت اذناك لكلام الناس فقد أصبحت كرة يلعبون بها "إن أكثر الناس خطايا يوم القيامة أكثرهم خوضَا في الباطل"، صدقت يا بن مسعود.
وجدت سكوتي متجرًا فلزمته.. اذا لم أجد ربحًا فلست بخاسر، وما الصمت الا في الرجال متاجر، وتاجره يعلو علي كل تاجر، "لا تتكلم فيما لا يعنيك، اذا تكلمت بالكلمة ملكتك ولم تملكها، صدقت يا شافعي.!
وتدبر كلمات لقمان الحكيم لولده "يا بني.. اذا افتخر الناس بحسن كلامهم، فافتخر انت بحسن صمتك"، وتعلم أصول وأسس "فن الصمت" هذا الفن وهذا العلم الذي لا يتقنه كثيرون"، لتكون مبدعًا في صمتك ومبدعًا في كلامك، فأحيانًا الصمت أبلغ من الكلام وأكثر متعة في زمن الثرثرة!؟.
هل تتابع مسابقة الضفادع أم أنت مثلي ضفدع أصم؟.