د.حياة عبدون تكتب: من الحياة.. هل أنت يزيد ام معاوية
كان "لعبد الله بن الزبير " مزرعة تقع بجانب مزرعة "معاوية بن ابي سفيان "خليفة المسلمين في دمشق . اعتاد عمال معاوية علي اقتحام مزرعة ابن الزبير ..
فغضب ابن الزبير و كتب لمعاوية ( من عبدالله ابن الزبير الي معاوية ابن هند اكلة الاكباد اما بعد...فان عمالك دخلوا الي مزرعتي ، فمرهم بالخروج منها ،او فالذي لا اله الا هو ليكونن لي معك شان ! ) ...
فوصلت الرسالة لمعاوية و كان من أحلم الناس فقرأها علي ابنه "يزيد" الذي قال لوالده : "ارسل له جيشا أوله عنده و اخره عندك ياتيك برأسه"...و لكن معاوية رد عليه ( من معاوية بن ابي سفيان الي عبدالله بن الزبير ابن اسماء ذات النطاقين أما بعد...فوالله لو كانت الدنيا بيني و بينك لسلمتها اليك و لو كانت مزرعتي من المدينة الي دمشق لدفعتها اليك . فاذا وصلك كتابي هذا فخذ أرضي الي أرضك و عمالي الي عمالك فان جنة الله عرضها السموات و الارض ") . فلما قرأ ابن الزبير الرسالة بكي و سافر الي معاوية و قبل رأسه و قال له " لا اعدمك الله حلما أحلك في قريش هذا المحل "....!!
ماذا لوحدثت هذه الواقعة الان معي أو معك أو مع محافظ أو مع معالي الوزير أو مع مسؤل ؟ ..ماذا سيكون رد الفعل ؟ اعتقد ان الاجابة الان ستختلف لاننا جميعا أصبحنا " أنت مش عارف أنت بتكلم مين ؟، أنا حعرف ازاي أأدبه "...الان، الالاف منا أصبح "ابن الزبير " او" يزيد " و القليل منا حكماء مثل معاوية .
و نحن الان في وسط الظروف الصعبة التي تمر علينا جميعا ، فنحن في أشد الحاجة للهدوء و لظبط النفس ولظبط اعصابنا مع أقاربنا ، أهلنا ، جيرانا ، أصحابنا و زملاؤنا حتي نعيد التوازن و الهدوء و السكينة الي حياتنا .. فلنتذكر دائما كلمات سليمان الحكيم " من يملك نفسه خير ممن يملك مدينة لانه يراقب نفسه و يحكمها " .. والقران الكريم صور الغضب كقوة تقهر الانسان و تدفعه الي أفعال ما كان ليفعلها في لحظة ضبط النفس . فسيدنا موسي القي الالواح و اخذ برأس أخيه يجره اليه فلما ذهب عنه الغضب اخذ الالواح (و لما سكت عن موسي الغضب اخذ الالواح.
تذكر دائما ، انك تستطيع امتلاك قلوب من حولك بحسن المعاملة و بظبط النفس .فضبط النفس هي الرتوش التي تجملك امام الاخرين .ضبط النفس يشمل عناصر كثيرة منها ضبط اللسان ، المشاعر ، الفكر ، الحواس ، الاعصاب ،و الذي لا يستطيع ان يضبط نفسه بنفسه سيخسر نفسه و الاخرين .
اللهم اجعلنا من كاظمي الغيظ امين يارب العالمين.