منى نشأت تكتب.. ”بعينك“
أنا حوا"مسكينه.. السكينه"
احتضنت طفلها، فذهب فى نوم عميق، ظنت معه الأم أنه نسى تعنيفها له، وكثيرًا ما يلجأ الكبار للعنف مع صغارهم، والشكوى من الأطفال معروفة ومكررة، تبدأ بصراخ رضيع، وتلبية جميع احتياجاته وهو لا يهدأ، والحل الأسهل بضع نقط من دواء غريب يسكن بعده وينام، السائل الذى ابتلعه الرضيع هدأت حال البيت وبعد اعوام طويلة من استعمال، أثبت العلم ان هذا الدواء المسكن يحتوى على مواد مخدرة، ومنع استخدامه فربما يؤدى لدخول فى الادمان مستقبلًا أو على أقل تقدير هو تدمير لأعضاء الصغير.
اقرأ أيضاً
- منى نشأت تكتب أغانى مضحكانى
- تكريم الكاتبة الصحفية منى نشأت بعد مشاركتها فى لجنة تحكيم «التفوق الصحفي»
- منى نشأت تكتب: دلع ميرفت
- منى نشأت تكتب: حريق فى..بيتى
- منى نشأت تكتب: الخلع وعمايله
- منى نشأت تكتب.. حكايات ملعونة
- منى نشأت تكتب: زوجه.. تحب
- منى نشأت تكتب.. قزقزه
- منى نشأت تكتب.. نعم.. هو يستطيع
- منى نشأت تكتب.. حكايات من الساحل
- منى نشأت تكتب: زوج و...محمول
- منى نشأت تكتب.. «كورونا.. كونى حنونه»
والله كانت نغمة "واء.. واء"هى أروع ما يدق له القلب وتذعن النفس لطاعة ندائها.. ولها فى الأذن تقسيمات كريشة فنان على عوده.. فهذه معناها يريد الرضاعه، وتلك تبللت ملابسه، وتعال غيرى لى ياماما، شعور بالبروده، زهقان من اللفافات المحبوس داخلها، أو من الأخر باحث عن لجوء آمن لحضن الأم.
"كل حركة تحدث حول الوليد يسجلها، ويشبه العلماء العملية بأنها شبيهه بتسجيلات جهاز كمبيوتر يلتقط ويخزن، ثم يعرض على شاشة العقل مانظن انه لم يدرك، ألا أنه صار واعيًا وقت العرض، وهو ما يرسم صفاته الشخصية وطبيعة تعاملاته وسلامته أو مرضه النفسى.
"خلى بالك من زيزى"
مسلسل خلى بالك من زيزي لمس تلك التراكمات التى تحدث فى الطفولة وتؤثر فيما بعدها، زيزى شخصية عنيدة لحد العداء والاعتداء، وصل بها الأمر لتحطيم حياتها الزوجية بعد ان قادتها اعصابها لتكسير عظام زوجها ثم سيارته رغم انها تحبه، والسبب ماعانته فى طفولتها.
كثير منا يرتكب حماقات وهو يحب فيتبخر الحب وتترسب الافعال وتتراكم حتى تقيم السد المنيع العالى الفظيع الذى غني له مدحت صالح وتمنى بسببه الحياة فى كوكب تانى.
فهذا يحب زوجته حد الامتلاك وبعقد الزواج يظنها دخلت فى حيازته من شعر رأسها لاصبع قدمها، حتى مالها يستحوذ عليه، فكل ما لها يعتبره له.
وهذه تعشق زوجها تبعده عن العالم، وتظن انها بالرقابة المستميتة والتلصص والتتبع مع قطع منابع الحنان من حوله ستستأثر به وتفوز بالقاضية على أصدقائه وأهله.
مشاعر مريضه لا تصل بعلاقة زوجية الى مودة ورحمة أو احترام يصل بها للامان، فالتعثر حادث وإن طال الصبر.
ونعود الى زيزي وأمراض نفسية لم نكن نسمع بها، كحال الطفلة تيتو فى نفس المسلسل تبلد ونفور وعدم حضور، وتداهمنا حروف مرض Adhd.
ونعرف عن توحد ونكتشف ان أول الاسباب ترك الصغير أمام شاشة الكل فيها يتحرك وهو ساكن حتى يخلق لنفسه عالمًا أخر يتقوقع داخله على ذاته.
وتبدأ الشكوى إبنى سرحان، شارد، أناديه وكأنه لايسمعنى لا يجلس على الكرسى، يستقر تحته أو يثير الجلبه والفوضى فى أى مكان يدخله هو مصدر قلق، لا يذاكر، مزق الكتب، يتلف الاشياء، يستفز إخوته، المدرسة تنذر بالفصل، زيارات للطبيب، جلسات نفسية.
"جمع وطرح"
خسرنا ونسير فى رحلة خسارة ظنا اننا الرابحون، ما الذى أصابنا تركنا الأهم خلفنا، وأصابتنا حالة لهث خلف المال، ولابد من جمع رغمًا عنا بعد ان خلقوا لنا الاحتياج لما لم نكن نحتاج.
كانت الملابس الموجوده لدينا ترضينا، ومدرسة الحكومة تعلمنا والمشى منها واليها، رياضتنا، وقراءة كتاب ثقافتنا، وحضن الام ودفء وجود الاب يغنينا عن جلسه نفسيه.
لا احتاجنا لمدارس دولية ولا الخروج من المدرسة لتمرين تعود منه الأم منهكه استنفزها اليوم، ونال حتى من أحبالها الصوتية فلم تعد له رنة حنان، وأب معصور يبحث عن متنفس وتوجهه شاشة لانه دومًا خارج الجدران، ويتوه الابناء.
ومسكينه السكينه تاهت على الطريق فلا نزلت على محتاج ولا اهتدى اليها من ملك، خرجت ولم تعد وحتى البحث عنها لم يعد جارى.