منى نشأت تكتب.. «كورونا.. كونى حنونه»
تجهم وجهها وشحب، ارتعشت يداها وأغلب الظن قدماها أيضا، كل ما فيها يرتعد، وقبل أن أسأل ابنتى الصغرى، مالك، دخلت إبنتى الأكبر يعلوها نفس الخوف، القلق والملامح الوجله.
نطقت شفتاى ماذا حدث، لكن لسانى كان أثقل قليلًا، ومحاولة الوقوف لأضمهما لصدرى أصعب.
اقرأ أيضاً
- أسعار الحديد اليوم الأربعاء 23 يونيو 2021
- أسعار الخضروات بسوق العبور اليوم.. الطماطم 1.5-4 جنيه
- أسعار الدواجن اليوم.. الكيلو يتراوح بين 25-30 جنيهًا
- تفاصيل محاكمة صهر مبارك بسبب نهب مليار جنيه في فساد الغاز.. تفاصيل
- السجن 30 عامًا.. عقوبة سيدة عذبت خادمتها حتي الموت.. تفاصيل
- مادلين طبر بالبكيني على البحر مع ابنتها جودى في لبنان.. صور
- ضبط سائقي الأتوبيسين المتهمين بالتسبب في حادث قطار حلوان بعد هروبهما
- د.مسعد صالح يكتب.. العالم الجديد وعملية السيطرة على العقول
- انخفاض بمستوى جديد.. بيان الصحة اليومى بشأن ”كوفيد-19“
- د.أيمن فاخر.. أول طبيب يُدخل العلاج بالأوزون إلى مصر.. تعرف على الأمراض التي يعالجها
- حقيقة أحدث صورة لعادل إمام بلحية بيضاء تشعل السوشيال
- امتناع الزوجة عن فراش زوجها.. ما لها وما عليها
وبعض العرق الصق ملابسى بجسمى، لم أكن أبدًا ممن يتعرقن، وكأن حبات الماء الذى ينتح من الجسم تحمل جزءًا من أسرارى لا أبوح به، فقد قالت أمى زمان، لا تقع عين أحد على عرقك، إرادتنى نظيفة دومًا، لكن ما وصل لادراكى أن العرق جزء من العورة وارتبط فى ذاكرتى كطفلة بالحرام فكتمته، واستجابت مسام جسمى فحبسته.
تمد ابنتى يداها لتسندنى، فهل رأتنى غير متزنه؟، والثانية تضع شفتاها على جبينى مقياس الحرارة الذى استعمله مع أولادى من لحظة ميلادهم، لماذا اتصلت البنات بأخيهم فى بلاد الغربة وبم أخبرنه، ليأتينى صوته يبث إطمٸنان الغير مطمئن، ويقرر أنه سيأتينى على جناح طائرة، وابنى بجانبى، أعود شابه، ولا يتجرأ على ميكروب وفيروس.
"عيون الحبايب"
أمامى ضباب، أرى من خلاله من يضع الكمامه ثم يلقى بها أرضًا، ومن تمسك به امه ليبتعد ثم تطلقها ليستقر فى حضنى، وحفيدى اسمعه، عايز ابوس "ننا" واذكرها" نينه" ينطقها عماد حمدى بصوته الرخيم.
مكالمة لطبيبي الماهر، حسم فيها الأمر: كورونا
أملى قائمة من دواء وأمر بالبدء فورًا، والتحاليل والمسحة، بعدين فحين يغزو العدو لابد من محاصرته أولًا.
طبيبى ماهر، وشاعر، مهنته الانسانية وأحاسيسه المرهفة جعلوه دائم الاطمٸنان، وحين تركن ليد أمينة، تذعن وتنفذ، ولا يبقى لك الا الدعاء.
حاله اصابت البيت كله، البنات بعيون حمراء منتفخه ويعانين ما أعانى، والأحفاد وصلتهم الأعراض وكان لابد من وقفه لجسد لا "يستقيم".
"نهاية.. طبيعية"
ما كل هذا الهلع، لتعلموا ان الخاتمة الطبيعية للحياة، هى انتقال الأم لخالقها بعد ان تؤدى رسالتها، وربنا يخلى الأخوات لبعضها والأبناء لأمهاتهن.
ماذا لو كان الموت بالضغط أو القلب أو السكر أو كورونا، يومًا ما سيكون واحدًا منهم تعددت الأسباب والموت واحد، وسأوصيكم بما أوصتنى به أمى، ارتدى أحلى الألوان، صففى شعرك اسمعى الأغانى عيشى، بعد أن أموت لا تموتى معى، فقط إقرأى لى الفاتحة والدعاء بلقاء فى الجنة.
أولادى لا يتقبلون الكلمات، سينحنون يومًا أمام الحقيقة
"رعشة برد"
انتابتنى رعشة من سخونة، حملت لى تخاريف، كم كنت أتعجب حين أقرأ عن زوج أصابته أعراض الحمل من فرط حبه لزوجته الحامل، فهو يشاركها نفور من طعام، وانتفاخ بطن، والأن أرى أولادى والأحفاد تظهر عليهم اعراضى واهتزازى الان ليس الا من الضحك، عشت عدوى الحب.
أنوف حمراء وعيون مليئه بالدموع واجساد تترنح، من سيقدم المشروب الساخن لمن، ومن سيضع الدواء فى فم من، بالحب انتقل المرض وبالود سنشفى.
فالله لا يجمع على العبد مصيبتان والبيت كله، مصائب.
"رسالة مفتوحة"
يا كورونا كونى حنونه، تعلمين كم عانيت شراسة بشر نهشوا اللحم ووصلوا للعظم وامتصوا النخاع، فارفقى انت، إفترسوا وتوحشوا فاهدأى أنت.
كانوا أشد فتكًا منك، جائحتك وزعتيها على العالم، وهم وضعوا جائحتهم فوق صدرى وحدى فارحمى أنت.
ساندتنى سنوات الصبا فى الصبر على غدر فكونى أمينة أنت فى ٱخر العمر
أقسم لك يا كورونا أن ماعانيت اقسى منك، فلا جهاز يمكنه تمرير الهواء لقلب احترق، ولا كبسولة تمحو قهرًا من شرايين فقدت لهو كراتها، وعروقًا حزنت على ما كان يسرى ولم "يمرى".
إرحلى يا كورونا عن نفوس تعذبت واكتفت.
"حقيقة.. واحدة"
نعم الموت حق، وأطلب من الله ان اموت راضيه مسالمه ومستسلمه، موته هادئه مطمئنه، وبعد كل هذه المعاناه فى الحياة، ياريت أموت من الضحك.