الإثنين 10 مارس 2025 11:36 صـ 10 رمضان 1446هـ
أنا حوا

رئيس التحرير محمد الغيطي

المدير العام منى باروما

يحدث الآن
طقس دافئ يسيطر على مصر اليوم، ارتفاع تدريجي في درجات الحرارة وتحسن في الأجواءسيدة مصر الأولى تستجيب لطلب الطفل يونس فى احتفالية يوم المرأة المصريةرمضان 2025، مواعيد السحور والفجر في عاشر أيام الشهر الفضيلإيطاليا تتخذ خطوة تاريخية، تشديد العقوبات على قـ،ـتل النساء بالسـ،ـجن مدى الحياةالإسكندرية تستقبل أجواء ربيعية، وارتفاع تدريجي في درجات الحرارة خلال الأسبوع الجاريطقس الأحد 9 مارس، ارتفاع تدريجي في الحرارة وتحذيرات من الشبورة والأمطارتاسع أيام رمضان 2025، موعد السحور والفجر وساعات الصيامحقيقة موجة الحر القادمة، هل تستعد البلاد لارتفاعات قياسية في درجات الحرارة؟إضراب في المطارات الألمانية، مصر للطيران تلغي رحلاتها مؤقتًاالمرأة المصرية في التعليم، أرقام تعكس حضورًا متزايدًا في المراحل الدراسيةسيدات ملهمات، السيدة انتصار السيسي تشيد بدور المرأة المصرية في بناء المستقبلتعرف على موعد السحور وأذان الفجر في اليوم الثامن من رمضان 2025
فنون وثقافة

السيناريست عماد النشار يكتب: إلى ربات ”الروبوت”!

السيناريست عماد النشار
السيناريست عماد النشار

"أخواتي المستمعات..." كان صوت صفية المهندس ينساب عبر الأثير، دافئًا، مألوفًا، يملأ البيوت بنصائحها الحانية. لم تكن تخاطب فئة بعينها، بل كانت تصل لكل أم، من تجلس في شقتها الفارهة، ومن تملأ بيتها بروائح الطعام البسيط، ومن تغزل الصوف. كانت كلماتها دستورًا غير مكتوب للأمومة، تذكّر الجميع أن الحضن أهم من الطعام، وأن البيت ليس مجرد جدران، بل أرواح تتواصل بحب.

البيوت يومها كانت تضج بالحياة، بالصوت والضحك والصخب الحميمي. طفلٌ يركض في الشارع، يتعثر، تنهضه يد صديق، وتطمئنه قبلة أمه على موضع الألم. على مائدة الطعام، يسابق الإخوة بعضهم على آخر قطعة خبز، ويضحكون عندما يكتشفون أن الأم احتفظت لهم بواحدة إضافية. الأب، رغم تعب النهار، يروي حكايات قديمة، يبالغ في التفاصيل، يغيّر نبرة صوته ليضحكهم، والبيت كله يتنفس دفئًا. لم يكن أحدٌ بحاجة إلى رسالة نصية تقول "أحبك"، فالحب كان يُرى، يُلمس، يُعاش.

و العائلة تجتمع حول الراديو، تنصت بانتباه، حتى عندما تتداخل المحطات كان الجميع يصمت، ينتظر أن يعود الصوت واضحًا. المكالمات الهاتفية كانت طقسًا له قدسيته، الانتظار أمام الهاتف الأرضي، اللهفة لسماع صوت قادم من بعيد، والرسائل الورقية التي تحمل بين سطورها شوقًا حقيقيًا، لا مجرد "تمت رؤيته". كانت المائدة مكانًا للقصص، حيث تُروى الحكايات قبل أن يصبح الطعام مجرد محتوى قابل للتصوير والنشر.

اقرأ أيضاً

ثم تغيّر كل شيء، وأصبحت العائلة شبكة إنترنت.

في زمن لم يكن فيه الحب يحتاج إلى اتصال إنترنت، كانت العائلة تتنفس معًا... أما الآن، فقد أصبح لكل فرد فيها بثه المباشر الخاص به. اختفى صوت صفية المهندس، وظهر بديله على هيئة تنبيهات من تطبيقات الهواتف الذكية. لم تعُد الأم تُنصت إلى نصائح الإذاعة، بل تُنصت إلى بودكاست عن التربية الإيجابية بينما تتصفح متجرًا إلكترونيًا بحثًا عن أفضل الألعاب التعليمية التي لم تجربها يد طفلها يومًا. صارت تعرف عن ابنها من "إنستغرام" أكثر مما تعرفه من حديثه المباشر. ترى صوره، تتابع تعليقاته، لكنها لا تتذكر آخر مرة نظرت فيها إلى وجهه وهو يتحدث، بلا فلتر.

في الليل، تجلس تتابع مقاطع قصيرة عن "كيف تبني علاقة قوية مع ابنك"، بينما ابنها، في الغرفة المجاورة، يستمع إلى بودكاست آخر، ليسأل نفسه إن كانت علاقته بأمه يمكن أن تتحسن يومًا أم أن الخوارزميات قد حسمت الأمر.

الأب الذي كان يروي الحكايات ذات يوم، صار يجلس في مكانه المعتاد، لكن بينه وبين العالم حاجز زجاجي مضيء. يحدّق في شاشة هاتفه، يراقب مؤشر الأسهم، يقرأ التحليلات الاقتصادية، يشارك تعليقًا في مجموعة رياضية، ثم يمرر إصبعه سريعًا فوق صورة نشرها ابنه حديثًا، يضغط على زر الإعجاب، ويكمل تصفّح الأخبار. يقرأ تعليقاته، يحاول أن يفهمه من بعيد، لكنه لا يجد نفسه في أي منها. هل صار ابنه غريبًا عنه، أم أنه هو من صار غريبًا عن ابنه؟

أو ربما يقرر أن يبحث عن ابنه في العالم الرقمي. يكتب اسمه في محرك البحث، يرسل له طلب صداقة على فيسبوك، يقرأ تعليقاته، يحاول أن يفهمه من بعيد، كما لو كان شخصية مشهورة يتابعها وليس ابنه الذي يجلس على بُعد أمتار منه.

في زاوية الغرفة، حيث كان الطفل يومًا ما يجلس بين ألعاب متناثرة وأوراق رسم مليئة بالشخبطة، يجلس الآن بصمت، يحدّق في شاشة، وجهه مضاء بزرقتها الباردة. حين تضيق به الدنيا، لا يركض إلى صدر أمه، بل يفتح محرك البحث ليسأل: "لماذا أشعر بالحزن؟" وحين يفرح، لا يقفز ملوحًا بيديه، بل يبحث عن "GIF" مناسب. لم يعُد يسمع صوت والديه إلا عند طلبات الطعام أو إعادة شحن الألعاب الافتراضية. وحين يحين موعد العشاء، لا يرفع عينيه عن الشاشة، لا يسمع سوى ضجيج الإشعارات، بينما الطعام أمامه يبرد ببطء.

لم يعُد البيت منزلًا… بل صار "واي فاي" جيدًا وإشعارات لا تهدأ، وبدلا أن يمسك قلمًا ليكتب رسالة لأحد أصدقائه، صار الآن غارقًا في شاشة زرقاء، يكتب رسالة إلى الذكاء الاصطناعي: "لماذا أشعر بالوحدة؟" ينتظر الرد، كما كان الطفل القديم ينتظر ساعي البريد ليجلب له رسالة من صديق بعيد. لكن ساعي البريد لم يعد يأتي، والرد هذه المرة لن يحمل توقيعًا بخط اليد، بل مجرد نص آلي: "أنا هنا لأساعدك. كيف يمكنني تحسين يومك؟"

لم يعُد يعبر عن مشاعره بالكلمات، بل حين أراد أن يقول إنه مشتاق، لم يكتبها، بل اكتفى بوجه أصفر يدمع. لم يجرّب أن يكتب رسالة بخط يده، لم يرسل بطاقة بريدية، لم يعرف معنى أن يضع الورقة في مظروف ، أن يختار الطابع المناسب، أن ينتظر الرد بفارغ الصبر. إنه جيلٌ لا يعرف الانتظار، ولا يعرف الصمت، لكنه يعرف كيف يمسح مشاعره بتمريرة إصبع.

في مستقبل قريب، طفلٌ يجلس في غرفته، تحيط به أجهزة ذكية. يخبره المساعد الصوتي أن موعد نومه قد حان. يقترح عليه الذكاء الاصطناعي فيلمًا يناسب حالته المزاجية. تسأله الساعة الذكية إن كان يريد تذكيرًا بالغد. لا أحد يناديه من الشرفة ليعود قبل أن يبرد العشاء، لا أحد ينتظره عند الباب ليسأله عن يومه. في الغد، سيستيقظ ليجد إشعارًا جديدًا: "لقد نمتَ لمدة 7 ساعات. هل ترغب في تقييم جودة نومك؟" لكنه لن يجد أحدًا يخبره: "تصبح على خير يا حبيبي."

قبل أن يصبح ابنك مجرد بيانات محفوظة في السحابة، اسأله عن يومه، لا كجهة اتصال، بل كإنسان. قبل أن يتحوّل البيت إلى غرفة تحكم رقمية، افتح الباب، دع العالم الحقيقي يدخل. قبل أن يصبح الحب مجرد "إيموجي"، احتضنه الآن، قبل أن يسألك يومًا: "ما معنى الحضن؟"

السيناريست عماد النشار ربات الروبوت أخواتي المستمعات صفية المهندس

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,520 شراء 3,543
عيار 22 بيع 3,227 شراء 3,248
عيار 21 بيع 3,080 شراء 3,100
عيار 18 بيع 2,640 شراء 2,657
الاونصة بيع 109,472 شراء 110,183
الجنيه الذهب بيع 24,640 شراء 24,800
الكيلو بيع 3,520,000 شراء 3,542,857
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الإثنين 11:36 صـ
10 رمضان 1446 هـ 10 مارس 2025 م
مصر
الفجر 04:45
الشروق 06:11
الظهر 12:05
العصر 15:28
المغرب 18:00
العشاء 19:17