هالة فهمي تكتب.. نقد النص الدرامي وأجمل هدايا الفكر!!
الهدايا تسعد المهدى إليه خاصة إذا كانت هدية على مستوى العقل والروح، وهذا ما فعله الأستاذ الدكتور محمد عبد الله حسين أستاذ الأدب الحديث والنقد بكلية دار العلوم جامعة المنيا، حين أهداني كتابه: (دراسات في نقد النص الدرامي) الهوية - الفضاءات - التحولات.
يتناول الكتاب مجموعة من الدراسات في نقد النص الدرامي.. تحاول الرد عن كثير الأسئلة في ظل دعاوى العولمة الثقافية التي فرضت نفسها على الثقافة العربية بعد أحداث سبتمبر في الولايات المتحدة الأمريكية.. فكان السؤال الحائر: هل يمكن عولمة الثقافة؟!
أم أن الهويات الثقافية لها خصوصيتها المائزة التي لا يمكن اختراقها وعولمتها وإخضاعها لثقافة واحدة مهيمنة ومسيطرة؟!، وقد طرح المؤلف دراساته ردًا وإجابات لهذه الأسئلة في القسم الأول من الكتاب (الهوية) والذي تناول أيضًا خصوصية البطولة التراچيدية عند المجتمع الشرقي.
ثم تحدث عن حدود العلاقة بين (الأنا) الشرق و(الآخر) الغرب من خلال العلاقة الجدلية بينهما ومدى حدود هذه العلاقة وحتميتها دون هيمنة أو سيطرة.
ثم تناول الدكتور محمد عبد الله حسين في القسم الثاني والمعنون (الفضاءات) تصحيح بعض المفاهيم النقدية التي تتناول النص الدرامي والتي اختلط فيها الحابل بالنابل على حد قوله.. كما اختلط لدى البعض من النقاد والمهتمين بالدراما بين فضاء المسرح وفضاء الدراما.
أما القسم الثالث في كتابنا والمعنون (التحولات) فقد تناول التحولات التي طرأت على النص الدرامي المصري تقليدًا وتجريبًا.. من خلال التطبيق على أعمال كتاب في الظل غير معروفين لكثير من الناس.. رغم منجزهم الإبداعي الذي لا تخطئه عين.
تأتي هذه الدراسات في ظل التنظير اللافت للكثير من النظريات والمصطلحات الدرامية والمسرحية من دون تطبيق.. فكانت هذه الدراسات بمثابة إثبات أو نفي لصحة هذه النظريات.. من خلال التطبيق على الإبداع الدرامي العربي والمصري على وجه الخصوص.
المؤلف من أهم نقاد المسرح والدراما والمؤلف الأدبي بكل تخصصاته وفروعه.. وقد ساهم في كسر الحاجز بين أجيال الأدباء على كافة مشاربهم وبين سور الجامعة وقرب المسافة بين طلاب الجامعة وفكر جديد بجوار اسماء وأعمال تمثل تراثنا العربي.. فمو ممن يؤمنون بضرورة ضخ فكر متجدد بجوار دراسة الأسماء السامقة في تراثنا العربي.
الشكر والتقدير للعالم الجليل على هديته القيمة وجهده العظيم الذي يعد إضافة لمكتبة الدراسات العربية.