هالة فهمي تكتب : اخبار الحب ايه ( العبور للحب )
( بعث رسالته أملا في أن يستقر قلبه وتطمئن نفسه مما يعانيه من قلق واضطراب .. وقبل أن يستطرد في سرد مشكلته أخذ وعدا بعدم السخرية منه و أيضا أن يبدأ الحديث معي منذ شعر بها أول مرة ويعني هنا حبيبته .
(** سيدتي :
أنا طالب في أولى بكلية(....) أحببت فتاه منذ كنت في الصف الأول الإعدادي .. نعم أحببتها حبا لا يستطيع بشر أن يحب مثله فهو حب يسمي ( حب النظرة الأولي ) وهو حب لا يقارن بأي حب وليس وهما أو خيالا .. فهذه الفتاه معي منذ مرحلة الدراسة الابتدائية وحتى الأن لم نفترق أبدا في أي مرحلة .. مرت الأيام وهى تجمعنا .. أوضحت لها إعجابي وتعمقت العلاقة بيننا حتى أصبحنا كأخوة ولسنا أحبابا علما بأنها أخت لأحد أصدقائي المقربين ولكني لا أقدر ألا على حبها .. حاولت أن تظل كأختي ومع تأكيد فشلي في هذا كنت أجدني أحبها أكثر .. أفكر فيها في كل أوقاتي .. قد تقولين هذه مضيعة للوقت وعليك أن تهتم بدراستك ولكني مع احترامي لسيادتك لا أستطيع فعل أي شئ إلا هذا الحب وأنا والحمد لله أفرق بين حبي وبين علومي .
المهم أن بالي لم يهدأ حتى تكلمت معها .. صارحتها بحبي لكنها للأسف لم تجيبني وتركتني وأنصرفت واضطربت العلاقة بيني وبينها فترة ثم عادت .. أحسست بأنها بدأت تحبني مثلما أحبها .. تكلمنا مرة أخري ولكن في أي شئ وفي جميع أمور التعليم والدراسة فقط .. ورغم علمي ويقيني من حبها لي إلا أنها لم تبح مما جعلني أطلب من أبنه خالتي التي ترافقني في الدراسة بنفس المدرسة أن تتحدث معها وتخبرها برغبتي في التحدث إليها في أمر مهم .. وقد كان هذا الامر.
أردت سؤالها هل ستنتظرني حتى أنتهي من جزء من دراستي أم لا ؟ حتى أستطيع مصارحة أخيها ولكنها فهمت كلام ابنة خالتي فهما خطئا وقالت لقريبتي أنها لا تفكر إلا في المذاكرة فقط وأنها تعلم أنني أعرف فتيات غيرها .
أقسم لك أنني لا أعرف غيرها و لا أحب غيرها و أن عرفت زميلات فقلبي مشغول بها وفي نهائية رسالتي أخبريني بالله عليك ماذا يجب أن أفعل معها فأنا لا أقدر علي نسيانها أبدا أبدا .. الدراسةباقي عليها أقل من شهر فماذا أفعل فهي لن تكون معي بدءا من هذا العام .
(** عزيزي :
ذكرت في بداية رسالتك جملة تتمني علي فيها ألا أسخر من مشاعرك وألا أدعوك لترك حبك والإهتمام بدراستك وأعجب منك يا صديقي و من كثيرين غيرك يقولون مثل هذا القول .. فما تعودت السخرية من أحد وحبك ومشاعرك ليست مجالا لهذا أو ذاك أنا مع الحب و المحبين بل أنني أشجع علي أن نحب جميعا الحب هو البذرة الوحيدة التي نحتاج لبذرها في كافة أوجه حياتنا حتى يثمر ويزدهر وتورق بها زهورا جميلة .
يا صديقي الحب هو قوة الدفع الحقيقية للإنسان لكي ينتج و الحب له أشكال كثيرة وألوان أيضا .. هناك حب مطلق نحبه لوطننا وكل من يحيا فوقه وحب لذوينا وحب خاص جدا هو لشخص واحد .. أيضا هناك حب لذواتنا فلن نستطيع أن نحب الآخرين إذا لم نحب أنفسنا لهذا لن أسخر من حبك الأخضر البريء الذي بدأ في مرحلة الطفولة في مرحلة الإعدادي و استمر معك حتى مرحلة المراهقة أنت يا بني شخص عادي جدا .. ولذلك ذكرت إعجابك وشعورك نحو حبيبتك وأنكما شقيقان ثم تطورت المشاعر لحب هذا هو تطور المرحلة وليس الحب .. وحتى الأن لا نستطيع القول أن هذه الفتاه هي حب عمرك فغدا تدخل الجامعة وتشاهد غيرها .. قد تغير مشاعرك وقد تتأكد تلك المشاعر.. وبعد التخرج يكون هناك خيار أخر هو أن تتقدم إليها أولا .. فإذا وجدت نفسك مقدما علي الزواج منها فهو الحب الذي بدأ وسوف أكون أسعد الناس معك به .. أو قد يتأكد لك أنها ليست أكثر من أخت وأنت معجب بها .
يبدو لي أيضا أنها فتاة عاقل ورغم مشاعرها التي إستشعرتها أنت منها لم تنجرف معك في علاقة عاطفية .. بل احتفظت لنفسها بالوقار الذي يغلف الصلة بينكما .. فلا تتهور في التصرفات ولا تخبر أحدا بمشاعرك وأنتظر حتى تنتهي من دراستك وتنهي الجامعة لتستطيع أن تعطي لها وعدا بالخطبة وتفسر لها ما غمض عليها من علاقاتك بالأخريات أن وجدت . أما الأن في هذا التوقيت ماذا تملك لها ؟! لا شيئ .. الكلام ما أيسره علينا جميعا .. فكن عاقلا مثلها .
وتذكر صديقك الذي هو شقيقها فلا تفعل مع أخته ما ترفض أن يفعله أحدهم مع شقيقتك .. وأحرص علي التفوق الدراسي و النجاح فهو بوابة العبور إلي مرحلة جديدة في علاقتكما.. بل وإستمرارية هذا الحب الجميل فما الذي تستطيع منحه لها .. لا المال ولا الإستقرار ولا الحياة المستقلة فمازلتما في مرحلة عمرية ستدفع كل من حولك برفض طلبك ورفض مشاعرك نفسها .. إذن أنت لا تملك إلا التفوق الدراسي تهديه لها وعدم الرسوب لتختصر سنوات الصمت والإنتظار .. المذاكرة الأن مطلوبة أكثر فهى بوابتك لمرحلة جديدة في نهايتها الإقتران بحبيبتك إن ر غبت.