الكاتبة الجزائرية د. حبيبة محمدي تكتب.. المجدُ للأبجديةِ العربية
أن يأتيكَ التكريمُ والتتويجُ من أهلِكَ وفى ديارِكَ، فذاك هو الفخر!، خاصةً إذا كان الأهلُ هُم أهلٌ للغةِ العربية، والديارُ هى ديارُ اللغةِ العربية العظيمة.
وتكفينى فخرًا واعتزازًا هذه الشهادةُ من المجلس الأعلى للغة العربية بالجزائر، لشخصى المتواضع:
(بمناسبة اليوم العالمى للغة العربيّة: يرفع لكم المجلس الأعلى للغة العربيّة أسمى عبارات التقدير والاحترام نظير جهودكم العلميّة التى تقدّمونها للّغة العربيّة، ويُقدّر عاليًا جهدكم فى تطوير الخدمات اللّغوية فى مختلف مجالات فنون القول. ومزيدًا من الفتوحات المائزة لصالح جلالة الملكة «اللّغة العربيّة» فى فصل البيان.).
وإذ أشكر رئيس المجلس الأعلى للغة العربية الأستاذ الدكتور «صالح بلعيد» على هذا التكريم الذى أعتبره وسامًا على صدرى، وبمثابةِ يدٍ تربتُ على كتفى لتشجعنى على الاستمرار فى مجال الدفاع عن اللغة العربية.
إنَّه لشرف كبير لى وفخر، أن يتمَّ تكريمى من طرف المجلس الأعلى للغة العربية بوطنى الجزائر، وليس هذا سوى دافعٍ آخر لى لمواصلةِ النضال من أجل قضايا التعريب واللغة العربية والعروبة.. وكلُّها معانٍ سامية وجوهرية فى أوطاننا العربية.
وقد اعتبرتُ نضالى من أجل اللغة العربية استمرارًا لنضالِ والدى المجاهد «المُسبَل» فى الثورة الجزائرية العظيمة، وأمثاله الذين نافحوا من أجل سيادة الوطن واللغة العربية معًا.
لقد عشتُ فى بيئةٍ كانت تعتبر اللغةَ العربية أحد المقومات الأساسية للشعب الجزائرى وجزءًا من وطنيته؛ ووجوب الحفاظ على اللغة العربية هو جزءٌ من الحفاظ على الهوية الوطنية لهذا الشعب، وإحدى وسائل مقاومة الاستعمار الفرنسى؛ وما حفاظنا على اللغة العربية سوى استمرارٍ لنضالِ الأسلاف، ومنهم أبى، طيّب الله ثراه مع الشهداء والصِّديقين. لأجل كلِّ ذلك، اخترتُ النضال من أجلِ سيادةِ اللغة العربية، بوصفها قضيةً جوهريةً، مع التقدير لكلِّ اللهجات المحلية وتشجيعى على تعليم اللغات الأجنبية أيضا، لأنَّها ضرورةُ العصر.
وقد كتبتُ كثيرًا دفاعًا عن لغتنا العربية، وعن دور كلِّ المؤسسات المسؤولة، وها هو المجلس الأعلى للغة العربية فى بلادنا يتوّج نضالى الطويل بإسدائه لى هذا التكريم المُشرِّف، والذى أُقيم فى حَرم مقر «المجلس الشعبى الوطنى»، حيث احتفاءً باليوم العالمى للغة العربية الموافق لـ ١٨ ديسمبر، وتحت شعار «اليونسكو» (مساهمة اللغة العربية فى الحضارة والثقافة الإنسانية)، نظم المجلس الأعلى للغة العربية برنامجًا ثريًا من أجلِ جلالة الملكة اللغة العربية، كان لى شرف المشاركة فيه وشرف تكريمى أيضًا.
المجلسُ الأعلى للغة العربية: شكرًا!
المجدُ للأبجديةِ العربية.
المجدُ للغةِ الضاد.
المجدُ للغتِنا العربية الجميلة.
المجدُ للغةِ القرآن الكريم.
وطوبى للمدافعين عنها فى أُمّتِنا العربية وكلِّ العالَم.