منى نشأت تكتب.. بعينك أول كذبة
(بحركة دلال تجيدها الأنثى... أزاحت عن وجهها خصلات شعرها وألقت به للخلف... إبعاد باعتزاز... ومالت برأسها تسأل العريس المتقدم لخطبتها: ما الذي جذبك إلى... هل تحبني؟. وجاءت إجابته سريعة: لا أحبك... عرفت أن مرتبك كبير وأحتاج نقودك.
في العمل سألها رٸ يسهو هل تستمتعين بالعمل معى وتأتين إلى مكتبك للأداء بشغف؟. وجاء ردها... أبدا أعد الساعات لأبعد عن وجهك وأغادر المكان. وشغفي الوحيد للمرتب ويوم القبض.
على الشاشة صورة زجاجه بها مشروب والإعلان عنه بصوت يصارح... مجرد ماء وسكر ولون صناعي... سيزيد وزنك ويصيبك بمرض السكر... أشربه
أنه العالم حين يتحدث بالحقٸق دون مجاملة أو مواربه... كل ما كان وأكثر صراحة هو أحداث فيلم The "Invention of Lying"
تذكرته وكأني أشاهده في لحظتي هذه... وقد صرنا نعيش داخل كذبة كبيرة مغموسة في تحابيش من نفاق. محاط بتملق.
ولنترك سخافات وسقطات وإفرازات حياتنا وشاشتنا وأفلامنا وإعلامنا... وتعالي معى للفيلم الذي يحكى من خيال كاتبه كيف كان العالم يعيش الصدق وينطق بالحق مهما كان موجعا... ومن الذي ابتدع أول كذبة وما الذي دفعه إليها... وماذا جنى من وراء ٸها.
(من حظه)
بطل الفيلم قبيح المنظر... قليل المال والقدرات. وفي احتفاليه أقامتها الشركة التي يعمل بها قدمه المدير للضيوف بأنه الموظف الفاشل... وتم فصله
صاحب البيت الذي يسكنه المفصول وصلة الخبر فطالبه بالايجارثمنماٸة دولار. وحين أخبره أنه لا يملك سوي ثلث ما ٸه. نصحه بدفعهم للشاحنة التي ستنقل عفشه من البيت.
ذهب البطل للبنك يطلب كامل رصيده. وسألته الموظفة كم رصيدك لان الكمبيوتر عطلات ... وتداعت الصور داخل رأسه... صاحب البيت... العفش في الشارع... ونطق ثمن ما ٸة دولار. سلمتهم له الموظفة حتى بعد تصليح الجهاز الذي أفاد أن الرصيد ثلث ما ٸه فقط. ولأنهم لا يعرفون الكذب صدقته والمخرف هو الجهاز.
كانت هذه هي الكذبة الأولى في العالم. التي حاول البطل شرحها لصديقه ولم يعرف لها اسم كل وصفه عنده... إنه اكتشف شياٸا جديدا سهلا وسريعا ويحقق نتاٸج مبهرة.
المؤلف رأى أن أول ما يستدعى الوقوع في الكذب... المال.
والثاني الذي يلحق به... المرأة. أو الجنس الٱخر
. وللكذبة الثانية اختار أجمل امرأه في المكان وهمس في أذنها أخبروني في وكالة الفضاء ناسا. إنك لا بد أن تأتي إلى شقتي والى سينتهي العالم الآن. وجرت السيدة ترجوه أن يقيم معها علاقة غير مشروعة حتى لا يموت أولادها بنهاية العالم... وما زال كل ما ينطق به يصدقه بشر صادق... فلم يكتشف أحد الكذب بعد.
(يا طيب)
اتصل بحبيبته التي رفضته لأنه سيورث أولادها منه صفات وراثية لا تناسب جيناتها الجميلة... وطلب منها أن تظل بجانبه كصديقه. وخلال لقاءاتها معه اقتربت منه... اكتشفت الكثير. كان عطوفا... يسحب النقود للمتسولين ويسلمها لهم. ويواسي الحزين بوعود لن تتم... ثم إنه بنى قصرا كبيرا ليأخذ أمه من دار المسنين إليه. لكنها كانت في لحظاتها الأخيرة... والطبيب يصارحه أمامها بقي لها دقاٸق وتموت. وهي ترتعد هلعا... وتنطق أخاف من ذهابي للعدم.
الابن يستحضر كامل طاقته في الكذب لمواساتها... ليس عدما ياأمى أنها أنهار وحدٸق... ستصيرين شابه وتلتقي بكل حبايبك ولك هناك كل ما تشتهى نفسك.
مما دفعها للاستسلام للموت راضية وفارقت الحياة بابتسامة.
اجتمع أهل البلد وشاشات العالم... نيويورك. لندن باريس. الميكروفونات أمام فم الرجل الكل يسأل عن العالم الٱخر الذي تحدث عنه وهو يكمل لو كانت أعمالك طيبة. ولم تؤذى أحدا. وقدمت الخير للغير... ستعيش النعيم الأبدي.
أعجبت البطلة بأفكار ه... عن عالم آخر... وبه استسلمت الأم للموت في سلام. وحظي ريقي جريفيه ممثل الدور بالزوجه التي أحب... والولد والأسرة.
كل هذا توصل إليه الرجل بما ظن أنه الكذب... وهي الحقيقة التي يعيشها ويدركها ويوقنها ويؤمن بها... المؤمنون.