منى نشأت تكتب: بعينك.. شاهدة على.. الحب
ابتسامة بطول طريق.. تتسع حتى آخر ما يمكن لشفاه الوصول يميناً ويساراً. لاحظها السائق فى المرآه. ويبدو أنه صبر طويلاً على حالى.. ثم سألنى بعد ساعتين من اشارات متوقفة. بصيغة استنكار.. هل يعجبك توقف المرور إلى هذا الحد. حاولت لملمة فرحتى وإن ظلت تطل من عينى.. لا شىء يستطيع ايقاف البث المباشر للقلب حين.. يسعد.
لا يدرى سائقى أنه محذوف من خريطة خيالى.. ولا أنا فى سيارة من أساسه. بل وسط ملائكة أطير. والوصول موصول بسحابة شفافة البياض ارتاح عليها. وفى حجرى استقر قمر من صنع أوهامى الهائمة فى حب عليه كنت.. شاهدة.
فقد خرجت لتوى من حفل زفاف. كانت طالبتى وكان طالبى. رأيت أول مرة تقع عيونها عليه. أول رجفة. أول خفقة قلب. أشم عطر الحب حين تجمعهما قاعة محاضرات الجامعة. اتماسك حتى لا يلهينى عما يجب أن القى من معلومات. خسارة أن أكمل تلقين دروس فى الصحافة. والأحلى أن أرتوى بحالة عشق.
(أوشوش .. الودع)
عقلى حافل بالمقال والتحقيق والخبر والحوار.. عليهم اللعنة جميعاً انهم يشغلونى عن هذا الشغف الفريد الذى أتنبأ كعرافة بما سيصل إليه. وتحضرنى من الزمن الجميل "أبين زين أبين وأوشوش الودع". والبقية "عرافة وبدوية وغريبة عن هنا"..ولست عرافة ولا غريبة عن هنا. ولى فى الحب انتساب وأوراق اعتماد. وذكرى وغرق وطفو وموت وحياة. وسأكمل مع الأغنية.. "وأخلى الصعب هين ع الحلوة والجدع".
أكمل المحاضرة وعيونى على الحلوة.. صفحة من العلم علاقات عامة. وزيارة مريض وحضور مناسبة. هذا الزميل انتقل للمستشفى من سيقوم بواجب الزيارة نيابة عنا. وترتفع يدان معاً. يد لها ويد.. له. ويذهب العاشقان ويعودا ولا واحد منهما يدرى عما به.. أهو ارتياح.. انجذاب. وأنا أدرى.
(سنين ومرت)
سنين ومرت على تخرجهما.. وفوجئت بدعوة على زفافهما. البرد كالرصاص يتوجه للعظام والمطر ينهمر. والسرير الدافئ يغرينى. وفى لحظة نزعت غطائى حتى لا يكبل حركتى. ارتديت جلداً فوق جلدى بلون المرح وجريت إلى حيث الفرح.
تلفت حولى لم أجد وجهاً واحداً من الجامعة بأكملها. وحدى تمت دعوتى. إزددت يقيناً بأن من احببتهم.. أحبونى.
دخلا القاعة وحولهما دائرة كثيفة من الأهل والأصدقاء. اخترقت المجموعة بقوة دفع ليست لدى. ولا أعرف كيف واتتنى. وجرأة نادراً ما تصاحب طبعى. وجدونى أمامهم.. التفتا لبعضهما كل يخبر الآخر.. أننى هنا.
نعم كان لابد أن أكون.. فأنا الشاهدة على.. الحب.
وصلت هى إلى حضنى والتقط هو يدى للسلام.. الله.. أحب من.. يحب.
بدأت كلمات المأذون تؤكد كتب الكتاب. دموع فى عيون "أبو العروسة" جفت مع الزغاريد. ودمعة فى عين العروسة راحت بنظرة للعريس. وما أن بصمت هى وبصم هو على العقد حتى حدث ما لم أره فى زفاف من قبل ولا فى الأفلام.. ولا الأحلام.
(إقامة فى حضن)
ارتمت العروسة فى حضن العريس وظننتها تجاوزت اللحم والدم وأمسكت بالقلب بحب ملهوف وحق مشروع.
على الشاشات حبيبة وجهها فى صدر الحبيب ترشق مشاعر تؤكد.. تزوجنا.. يبدو أن العقبات كانت كثيرة.
وهو يحيط بها من كل الزوايا.. كبنبوناية لفها بعناية.. وكأنه تسلل تحت فصوص الفستان المدببة وخيوطه المتينة وطبقات بطانات.. نفذ من بينها جميعاً فامتلأ بها وامتلأت به.
دقائق توقفت الكاميرات على المشهد الحى. وتوقف الزمان على اقامة فى.. حضن.
بصمة حنين
شراسة كانت أو وداعة. هجوم أو استسلام. فوران أو دعه. حضن كبصمة لن تتكرر من صدر. هى تتنفسه وهو يزهو بها.
أدهشتنى تلميذتى تفوقت على أستاذتها.. التى عاشت تظن أن مادتها.. حب.
عروستى الجميلة لك أحلى درس. كونى كأغلب الزوجات. حريصة على تقديم الحب وقرابينه حافظى على البيت وصاحبه وصاحبيه حياة هانئة..ولطالبى النجيب الذى تنبأت له من يومه الأول بمستقبل مشرق. أقول.. لا تكن كمعظم الأزواج. حافظ أنت على النعمة التى منحك الخالق. فالزوجة الصالحة هدية من الرحمن. فاحفظ الهدية وعش المودة والرحمة.