عماد فرغلي يكتب.. ليلة بالعمر كله
نعيش أجواء رمضانية رائعة في العشر الأواخر من الشهر الفضيل والكل يدعو أن يتقبل الله صيامه وقيامه وصالح أعماله، ففي هذه الأيام المباركة نحن على موعد مع ليلة يقول المولى سبحانه وتعالى عنها في محكم آياته أنها خير من ألف شهر ففيها نزل القرآن الكريم وفيها تتنزل الملائكة وهي ليلة سلام حتى مطلع الفجر، وقد قال رسول الله ﷺ "تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان" ولم يحدد حبيبنا المصطفى ليلة بعينها من الليالي العشر تكون هي الليلة المنتظرة بل حثنا على تحريها في الليالي الفردية منها والحكمة في ذلك أن يجتهد الصائمون في طلبها طيلة الأيام العشرة فتتضاعف الحسنات ويظفر بفضلها كل من أحسن عملًا.
ولماذا يحرص المسلمون على تحري هذه الليلة والاكثار من الدعاء فيها، فهي ليلة واحدة تأتي مرة واحدة كل سنة هجرية يقبل فيها الدعاء وترفع فيها الأعمال وتغفر الذنوب جميعًا، قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ) صدق رسول الله، لذلك هي ليلة عظيمة، نعم هي ليلة واحدة لكنها بعمر الانسان كله، وإن كان معمرا، فهذه الليلة المباركة تعادل بحساباتنا أكثر من ٨٣ سنة ممن نعد، فإذا كان متوسط أعمار البشر مع التقدم الهائل في علوم الطب وعلاج الأمراض المستعصية يصل حاليًا الى ٧٣ سنة فإن خير ليلة القدر يفوق أعمارنا جميعًا، فما أحلاها هذه الليلة وما أسعد من يتوب ويقلع عن ذنوبه ويكثر من الركوع والسجود والدعاء فيها.
آلا تستحق هذه الليلة أن نحسن من أعمالنا ونهذب من اخلاقنا وأن نتقرب الى الله أكثر لنكونن من الفائزين نعم تستحق ونحن أحوج ما نكون اليها.
اقرأ أيضاً
- عماد فرغلي يكتب: الضمور العضلي و الذئبة الحمراء
- عماد فرغلي يكتب: رؤساء الأندية ووقار المنصب
- عماد فرغلي يكتب : الصاروخ الصيني وسد النهضة
- عماد فرغلي يكتب: خطوة بألف خطوة
- عماد فرغلي يكتب: مجلس النواب الجديد.. الواقع والتمني
- عماد فرغلي يكتب : لقاح مصري وآخر سعودي
- عماد فرغلي يكتب: أعياد الأم وعيد الأب
- عماد فرغلي يكتب : قلبك حجر
- عماد فرغلي يكتب: اتحملتي يا مصر
- عماد فرغلي يكتب : حسن حسني أيقونة الكوميديا
- عماد فرغلي يكتب: مسلسلات كورونا الرمضانية
- عماد فرغلي يكتب: عزيزي المواطن
اللَّهمَّ إنَّكَ عَفوٌّ تُحِبُّ العَفوَ فاعْفُ عَنِّا