عماد فرغلي يكتب: خطوة بألف خطوة
عندما أراد محمد علي بناء مصر الحديثة ، لم يكتف بتأسيس المدارس والمعاهد العلمية لنشر العلم بين المصريين بل حرص على ايفاد أعداد كبيرة من الطلبة إلى أوروبا لدراسة مختلف العلوم والفنون ليعودوا فيما بعد وينقلوا ما تعلموه إلى باقي أفراد المجتمع ، فصنع جيل من العلماء والمفكرين والعباقرة يضارع بهم أوروبا في مضمار التقدم الحضاري والسلوكي والمعرفي ، واستمر محمد على في نهجه هذا ولم ينقطع طيلة فترة حكمه عن إرسال البعثات التعليمية إلى الخارج رغم انشغاله بالحروب الداخلية والخارجية والمؤامرات ، بل أنه كان حريصاً على تذليل كل المصاعب والمعوقات التي تواجه المبتعثين بالخارج مهما كلفه ذلك من أموال .
وعلى درب محمد علي تسير مصر الآن ، تعيد بناء دولتها الحديثة بكل ما تحمله الكلمة من معنى في ظروف تبدو متشابهة وبتحديات أكثر صعوبة ، فعندما تولى محمد علي مقاليد الحكم في مصر في عام 1805م كان عدد سكان مصر حوالي أربعة ملايين مواطن وهي الآن تتجاوز هذا العدد بنحو مائة مليون نسمة، لكن الإصرار على بلوغ الحلم عظيماً ، والعزم على مواصلة النجاح ملحوظا ً، والجهود مخلصة والنوايا صادقة والأهداف نبيلة .
وتأتي مبادرة " بُناة مصر الرقمية " لتؤكد أن التشابه كبير بين الحقبتين ، فاليوم وبعد تجاهل يمتد لأكثر من سبعة عقود تعود مصر لاستغلال قدرات أبنائها المتفوقين علمياً وتفتح المجال أمامهم للتعليم في أرقى الجامعات العالمية بالخارج بعد أن كان ذلك مقصوراً على المقتدرين وذوي القربى من السلطة الذين ابتعثوا أبنائهم ومعارفهم فذهب الكثير منهم على مدى سنوات ، وعادوا كما ذهبوا .
والمبادرة تمنحها الحكومة المصرية للمتفوقين من خريجي الجامعات المصرية الحكومية والخاصة حديثو التخرج من كليات الهندسة والحاسبات والمعلومات من جميع محافظات مصر، حيث يتم إلحاقهم ببرنامج الهندسة الكهربية والحاسبات في مساري علوم البيانات والذكاء الاصطناعي ، والروبوتات وإنترنت الأشياء ، للحصول على درجة الماجستير المهني في الهندسة من أرقى الجامعات العالمية ذات التصنيف المتقدم في التخصصات التكنولوجية عالية التقنية مثل جامعتي أوتاوا الكندية ، وأوهايو الأمريكية ، وتشتمل المنحة على برنامج تعليمي وتدريبي وأكاديمي وعملي مكثف ومتنوع يجمع بين الدراسة الفنية والمهارات القيادية والأنشطة الثقافية والرياضية، وتتم الدراسة الأكاديمية بالتعاون مع الجامعات المتعاقد معها ، فيما ترتكز الدراسة العملية على التعاون مع الشركات العالمية لتغطية متطلبات سوق العمل ، وتقدم المنحة مجاناً بالكامل لألفي طالب سنوياً .
وحتى يكتمل المشهد ، يا حبذا لو قامت الدولة بدعم الملتحقين بهذه المنحة وتزويدهم بخطابات لجهة عملهم تمكنهم من الحصول على إجازة بدون مرتب حيث أن المنحة تتطلب التفرغ الكامل لمدة عام ، ويا حبذا لو تم التوسع في تقديم مثل هذه المنح الدراسية لتشمل مجالات أخرى في الطب والهندسة والعلوم والقانون وكل ما تحتاجه مصر من تخصصات .
بالعلم وحده تتقدم الدول وترتقي الشعوب .
وايضا.. مني باروما تكتب : بلطيم والوباء الزايد ياهاله زايد
وايضا.. https://www.facebook.com/anahwa2019/
⇧
وعلى درب محمد علي تسير مصر الآن ، تعيد بناء دولتها الحديثة بكل ما تحمله الكلمة من معنى في ظروف تبدو متشابهة وبتحديات أكثر صعوبة ، فعندما تولى محمد علي مقاليد الحكم في مصر في عام 1805م كان عدد سكان مصر حوالي أربعة ملايين مواطن وهي الآن تتجاوز هذا العدد بنحو مائة مليون نسمة، لكن الإصرار على بلوغ الحلم عظيماً ، والعزم على مواصلة النجاح ملحوظا ً، والجهود مخلصة والنوايا صادقة والأهداف نبيلة .
وتأتي مبادرة " بُناة مصر الرقمية " لتؤكد أن التشابه كبير بين الحقبتين ، فاليوم وبعد تجاهل يمتد لأكثر من سبعة عقود تعود مصر لاستغلال قدرات أبنائها المتفوقين علمياً وتفتح المجال أمامهم للتعليم في أرقى الجامعات العالمية بالخارج بعد أن كان ذلك مقصوراً على المقتدرين وذوي القربى من السلطة الذين ابتعثوا أبنائهم ومعارفهم فذهب الكثير منهم على مدى سنوات ، وعادوا كما ذهبوا .
والمبادرة تمنحها الحكومة المصرية للمتفوقين من خريجي الجامعات المصرية الحكومية والخاصة حديثو التخرج من كليات الهندسة والحاسبات والمعلومات من جميع محافظات مصر، حيث يتم إلحاقهم ببرنامج الهندسة الكهربية والحاسبات في مساري علوم البيانات والذكاء الاصطناعي ، والروبوتات وإنترنت الأشياء ، للحصول على درجة الماجستير المهني في الهندسة من أرقى الجامعات العالمية ذات التصنيف المتقدم في التخصصات التكنولوجية عالية التقنية مثل جامعتي أوتاوا الكندية ، وأوهايو الأمريكية ، وتشتمل المنحة على برنامج تعليمي وتدريبي وأكاديمي وعملي مكثف ومتنوع يجمع بين الدراسة الفنية والمهارات القيادية والأنشطة الثقافية والرياضية، وتتم الدراسة الأكاديمية بالتعاون مع الجامعات المتعاقد معها ، فيما ترتكز الدراسة العملية على التعاون مع الشركات العالمية لتغطية متطلبات سوق العمل ، وتقدم المنحة مجاناً بالكامل لألفي طالب سنوياً .
وحتى يكتمل المشهد ، يا حبذا لو قامت الدولة بدعم الملتحقين بهذه المنحة وتزويدهم بخطابات لجهة عملهم تمكنهم من الحصول على إجازة بدون مرتب حيث أن المنحة تتطلب التفرغ الكامل لمدة عام ، ويا حبذا لو تم التوسع في تقديم مثل هذه المنح الدراسية لتشمل مجالات أخرى في الطب والهندسة والعلوم والقانون وكل ما تحتاجه مصر من تخصصات .
بالعلم وحده تتقدم الدول وترتقي الشعوب .
وايضا.. مني باروما تكتب : بلطيم والوباء الزايد ياهاله زايد
وايضا.. https://www.facebook.com/anahwa2019/