عماد فرغلي يكتب: رؤساء الأندية ووقار المنصب
منصب رئيس النادي من المناصب الشرفية الرفيعة ، ولقد حظي الاجانب بشرف رئاسة العديد من الأندية المصرية عقب تأسيسها ، ثم تولى المصريون المهمة بعد رحيلهم ، وكان لهذا المنصب هيبته ووقاره ولا يشغله الا الوجهاء والأعيان والساسة والصفوة من المجتمع.
ولو نظرنا الى بعض الأسماء التي شغلت مقاعد الرئاسة في الأندية العريقة والشعبية في مصر سنصاب بالدهشة والذهول من هول مكانتهم الاجتماعية في تلك الفترة ، فلقد كان عزيز عزت باشا أول رئيس مصري للنادي الأهلي وكان ذلك في عام ١٩٠٨م ، وهو رجل عسكري وسياسي ودبلوماسي بارز ، تخرج من الأكاديمية العسكرية بجامعة كامبريدج ووصل لرتبة فريق أول بالجيش المصري ثم شغل فيما بعد عدة مناصب دبلوماسية فكان أول سفيرًا لمصر لدى المملكة المتحدة ثم وزيرا للخارجية ، وكان متزوجا من بهية يكن هانم حفيدة الخديوي إسماعيل.
ومن بعد عزيز عزت باشا جاء عبد الخالق ثروت باشا لرئاسة النادي الأهلي وما أدراك ما عبد الخالق ثروت باشا رجل القانون المخضرم الذي اختير وزيرًا للحقانية ( العدل ) في وزارة حسين رشدي باشا الأولى والثانية والثالثة والرابعة ، ثم وزيرًا للداخلية في وزارة عدلي يكن باشا الأولى ووزيرا للخارجية في وزارته الثانية ، ثم رئيسًا للوزراء مرتين في عهد الملك فؤاد الأول ، ولقد كان لعبد الخالق ثروت باشا دورا كبيرا في اعتراف انجلترا بمصر كدولة مستقلة ذات سيادة في عام ١٩٢٢م عندما كان وزيرا للخارجية .
وفي نادي الزمالك لم يختلف الوضع عن النادي الأهلي ، فلقد تولى رئاسته الفريق محمد حيدر باشا وزير الحربية في عهد الملك فاروق وهو الرئيس الرابع لنادي الزمالك الرياضي وأطول من جلس على كرسي الرئاسة في تاريخ النادي وهو من استحدث منصب نائب الرئيس وشغله إسماعيل بك شيرين زوج الامبراطورة فوزية شقيقة الملك فاروق آنذاك ، وفِي عهد محمد حيدر باشا شهد نادي الزمالك حدثا مهما وذلك في عام ١٩٤٢م حيث تم تغيير اسم النادي من ( نادي المختلط ) الى (نادي فاروق) بعد مباراة نهائي كأس مصر التاريخية بين الزمالك والأهلي والتي انتهت بفوز الزمالك بنتيجة ٦ صفر ، وفِي عام ١٩٥٢م تغير اسم النادي الى أسمه الحالي .
ومن بين الأسماء اللامعة التي تولت رئاسة نادي الزمالك فيما بعد المهندس حسن عامر شقيق المشير عبد الحكيم عامر وزير الحربية والرجل الثاني في الدولة المصرية بعد الزعيم جمال عبد الناصر ، ولقد تولى المهندس حسن عامر رئاسة نادي الزمالك مرتان وخلال فترة رئاسته حقق النادي العديد من الإنجازات من أهمها بناء مدرج للجماهير يتسع لعدد ٤٠ ألف متفرج ، وحصول فريق كرة القدم على عدد من البطولات وأول كأس للبطولة الأفريقية والفوز على أندية أوربية عريقة .
أما نادي الترسانة فقد ترأسه لفترة طويلة الشخصية الوقورة الأستاذ صلاح الشاهد الذي عاصر العهدان الملكي والجمهوري فقد كان مديرا للمراسم في عهد الملك فاروق واستمر في عمله بعد الثورة كأميناً أول في القصر الجمهوري ثم كبيراً للأمناء في رئاسة الجمهورية حتى السنوات الأولي من حكم الرئيس أنور السادات ، وكان رئيسا لاتحاد السباحة بجانب رئاسته لنادي الترسانة ، وطوال حياته حظي صلاح الشاهد باحترام كل الأوساط السياسية والرياضية في مصر ، ولم يتخلف يوما عن حضور أي مباراة لناديه ولم يتخلى عن مساندته ، وتعتبر فترة رئاسته للنادي هي فترة العصر الذهبي للشواكيش .
هذه أندية القاهرة الشعبية الكبرى وأولئك كانوا رؤسائها وتلك كانت مناصبهم ، فهل عرفتم قيمة المنصب وهيبته ووقاره قبل اختيار رؤساء الأندية بالانتخاب .