د. حياة عبدون تكتب.. يا حبيبي.. يا الله
كلما تذكرت نعم الله الكثيرة، كلما أيقنت بالله يقينا صادقا بأنه وكيلي. لأنني ما دعوته في أمرٍ إلا استجاب لي، وما حلمت بشيء إلا تحقق لي، ولو بعد حين. فأشعر دائما بأن الله "مدلعني بنعمه". فأشكره وأردد بقلبي: "يا حبيبي، يا الله".
كلما أحسنت ظني بالله، وأمنت بأن رزقي لن يذهب لغيري، لأن الله قد كتبه لي، وأنه سيأتي إليّ ولو بعد حين. فاطمأن قلبي وأحببت الخير للجميع، فلم أحسد ولم أحقد، بل تعاملت مع البشر بنية صافية، وامتلأ قلبي بالخير للجميع، مرددًا: "يا حبيبي، يا الله".
كلما حمدته وشكرته كثيرا، وجدته يزيد من نعمه علي. كلما سألته التدبير في أموري كلها، لأنه المدبر، وجدت الفرج والتيسير لجميع مشاكلي. وجدت أبواب السعادة والرضا تفتح أمامي. وجدت اليسر بعد كل عسر. وجدت خالقي سبحانه وتعالى يدفع عني ما لا أطيق. فأجد قلبي سعيدا يردد: "يا حبيبي، يا الله".
كلما نور صدري بنوره، وأخرجني من الضيق إلى اليسر، وشملني بفضله، بكرمه، بستره، بنعمه، بعطفه، وجدت قلبي مطمئنا يردد: "يا حبيبي، يا الله".
كلما اقتربت من الله سبحانه وتعالى، أشعر بقربه مني. فأشعر به يحيطني في كل خطواتي بعطفه وبستره، يحرسني ويبعد عني شر كل ظالم، شر كل من يؤذيني، شر من بغي علي، من يحسدني أو يكيدني بسوء. فهو يشفيني من كل داء ومرض، ويباعد بيني وبين مصاعب وتقلبات الدنيا. فأجد قلبي يردد: "يا حبيبي، يا الله".
كلما أكثرت من استغفاره، وجدت راحة البال والسكينة والهدوء، كما وجدت البركة والرزق من حيث لا أحتسب. أجد الراحة بين يديه، أجد فرجه من حيث لا أدري. فأجد قلبي يردد: "يا حبيبي، يا الله".
كلما صبرت وأشتكيت إليه وحده حزني ودمعي، ولم أستعن إلا به، لأني ليس لي غيره سبحانه الواحد السميع القهار، فهو حسبي في ديني ودنياي وعاقبة أمري. فأجده مجيبا لدعواتي. فكلما توكلت عليه سبحانه وتعالى وحده دون البشر، أجد الفرج والرزق من عنده من حيث لا أحتسب. فأجد قلبي يردد: "يا حبيبي، يا الله".
كلما سامحت من ظلمني، كلما ساعدت من طعنني، كلما رحمت الضعيف، الفقير، المريض، كلما أحسنت إلى من أساء إلي لوجه الله ولابتغاء مرضاته، وجدت الفرج والستر. كلما شكيت إليه وحده قلة حيلتي، وجدته ييسر لي أمري ويرحم ضعفي. فأجد قلبي يردد: "يا حبيبي، يا الله".
كلما صليت على شفيعي وشفيعك كثيرا، أجد الصعب سهلا، وأجد البركة تملأ حياتي. فيرتاح بالي ويسعد قلبي.
كلما أتقيت الله، أجده يجد لي مخرجا، كلما لم أبتغي إلا مرضاته، كلما قرأت القرآن العظيم سبب جلاء حزني وذهاب همي وغمي. أجد قلبي يمتلأ بالراحة، بالسكينة، بالأمل، بالطمانينة، بحب الناس، بالتسامح، بالرحمة. أجد قلبي يردد: "يا حي، يا قيوم برحمتك أستغيث... يا حبيبي، يا الله".
اللهم أدعوك أن تنظر إلي بوجهك الكريم يا عفو، يا قادر، يا رحيم، يا كريم، يا حبيبي، يا الله. لأن من تنظر إليه لا تعذبه أبداً. آمين يا رب العالمين.