د. حياة عبدون تكتب.. هل التقيت به؟
يحكى أن صديق طالب قد قام بإلصاق ورقة على قميصه من الخلف مكتوب عليها "أنا غبي"، وطلب ألا يخبره أحد بذلك، وبعد قليل بدأت حصة الرياضيات، كتب الأستاذ مسألة صعبة.
ولم يتقدم أحد ليجيب سوى الطالب الذي على قميصه الورقة، وسط ضحكات خافتة من الطلاب هو لا يدري سببها.
قام الطالب بحل المسألة، حينها لاحظ الأستاذ الورقة التي على ظهره والمكتوب عليها "أنا غبي".
طلب الأستاذ من بقية الطلاب أن يصفقوا له ثم توجه نحو الطلاب وقال قبل أن أعاقب الفاعل سأخبركم بشيئين.
"طوال حياتكم سيضع الناس أوراقًا على قمصانكم مكتوب عليها أشياء كثيرة مُهمّتها أن تجذبكم للخلف كلما حاولتم؟ لو كان صديقكم يعلم بشأن الورقة لما تقدّم للإجابة.
لذلك تعلموا أنه عليكم تجاهلها والتقدم للإجابة كلما سمحت لكم الحياة بذلك.
الشيء الثاني أنه يبدو جليّا أنه لا يمتلك صديقًا وفيًا بينكم يخبره بشأن الورقة ويزيلها عن قميصه، وهذا هو الدرس الثاني انه لا يهم أن تمتلك أصدقاء كُثر، المهم أن تكون معتمد على نفسك وتثق في نفسك جيدًا، لأن بالثقة بالنفس تجعل من العصفور صقرًا ومن الوردة حديقة ومن الحلم حقيقة.
وأنا أقرأ هذه القصة، تذكرت كم الناس الذين يشدوك إلى الخلف لأنهم أقل منك موهبة أو رؤية أو ثقافة أو مكانة اجتماعية أو تعليم أو مستوي مادي.
من ينجح هو من يؤمن بقدراته وواثق من نفسه ويعرف طريقه فلا يلتفت إلى الخلف لأن العالم يفتح الطريق للإنسان الذي يعرف طريقه، فلا تقارن نفسك بالآخرين فانك اذا قمت بذلك فقد أهنت من نفسك.
لأن الأواني الفارغة تحدث ضجة لأنها تمثل العقول الفارغة فلا تضيع وقتك بالمجادلة معهم.
أما الأصدقاء فأنا أصبحت لا أطلق كلمة صديق على كل عابر في الحياة!، فالصداقة جبل يصل إلى قمته معك الأصدقاء الأوفياء أما الصديق المزيف فيضيع ويتبخر عند أول السلم لأن القناع سقط.
الأصدقاء المزيفون يصدقون عنك الاشاعات أما الأصدقاء الحقيقيون فيعرفونك جيدًا فلا يصدقونها.
أتمني في ٢٠٢٤ أن تجد من يحبك في يسرك وعسرك دون أن ينتظر منك معروفًا ويحتملك في غضبك وفي محنتك ولا يتركك أبدًا، فهذا هو الصديق الوفي الذي يقول لك "أنت زكي" ويقول لك ما يدبره لك الأخرين في ظهرك!، والآن، هل التقيت بهذا الصديق أم ليس بعد؟.