محمود حسن يكتب.. بطرس المشلح.. ورسول الإسلام
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سب الشيطان لأن في ذلك تعظيم لشأنه الحقير وبين لنا الطريقة المثلى لمحاربته وهي الإستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، لذلك فإن ما بدر من الألسنة النجسة والأبدان القميئة والعقول النتنة والقلوب الخربة والذي يضع دلالة بينة جلية عن أخلاقياتهم التي يجب ألا تواجه إلا بأخلاقيات الإسلام والتي حصرها القرآن الكريم في آية موجزة حين قال "خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين"، والتي جاء في تفسيرها أن تعطي من حرمك، وأن تصل من قطعك، وأن تعفو عمن ظلمك، وتلك خصوصية إسلامية تسمو فوق مستوى إحتمال النفس البشرية.
أما عن قدر المصطفى محمد رسول الله فقد تولى الله عز وجل مهمة الدفاع عنه وكيف لا وقد تولى سبحانه أمر الدفاع عن المؤمنين فقال سبحانه "إن الله يدافع عن الذين آمنوا"، فالأولى أن يدافع عن أطهر خلقه ومصطفاه، وكان رده سبحانه وتعالى في نحور المشركين قولًا وفعلًا حين قال "إن شانئك هو الأبتر"، تبت يدا أبي لهب وتب"، "وما صاحبكم بمجنون"، "وما هو بقول شاعر"، "فسيكفيكهم الله".
اقرأ أيضاً
- محمود حسن يكتب.. ظاهرة التوكتوك فوضى حكومية
- محمود حسن يكتب: ظاهرة الطلاق.. الأسباب - النتائج - الحل
- محمود حسن يكتب: السكن المؤقت.. والتمزق الإجتماعي
- محمود حسن يكتب.. مجرد تشابه أسماء
- محمود حسن يكتب : جنود لم تروها
- محمود حسن يكتب: الثروة البشرية المحور والغاية
- محمود حسن يكتب.. القبة الحديدية والعالم الإفتراضي
- محمود حسن يكتب.. «الماء بدل الدماء»
- محمود حسن يكتب.. «العرب في وضع الجنين»
- محمود حسن.. يكتب المرأة.. بتوقيع رجل
- محمود حسن يكتب: المرأة.. بتوقيع رجل
- محمود حسن يكتب : " الكلمة " جنة أم نار ؟
وهذا شأن الرسل، فقد تعرض جميع الأنبياء والمرسلين للأذى من السفهاء، وتعرض النبي الخاتم حال حياته لأكثر من هذا، فقد ألقي على عنقه جزول الإبل وهو ساجد، وحينما تعرض للأذى من أهل قريش كان الدم يسيل من وجهه الكريم وكان يمسحه ويقول اللهم اهدي قومي فإنهم لا يعلمون، وليس بعد قول الله قول فحينما يقول الحق عز وعلا لرسوله "وإنك لعلى خلق عظيم" فهذه الآية تخرس وتشل وتجعل جمع الألسن تخر ساجدة وتكف عن التطاول على من مدح أخلاقه الملك القدوس.
تلك أخلاقيات رسول الإسلام، فما هي أخلاقه هو ومن على شاكلته ومن يستمعون له؟، ومن أدراك أن ذلك شر؟ فرب مضرة نافعة، فقد أثارت تلك الواقعة حمية المسلمين وأعربت عن حبهم لرسول الله بصورة جلية، وأوضحت قوة الوحدة الوطنية وترابط المسلمين والأقباط كنسيج واحد، وأعلنت للعالم أجمع من هو رسول الله صلی الله عليه وسلم في قلوب المسلمين وغيرهم، وفتحت للعالم كله فرصة عظيمة لدراسة هذا الدين الحنيف ومعرفة مبادئه وتعاليمه.
وسوف يشهد العالم في المرحلة المقبلة حركة واسعة لإعتناق الإسلام، فالإسلام يعبر عن نفسه من خلال مبادئة وعن طريق الغضب المخطط النابع من صدق العقيدة والمنبثق من مبادئ الإسلام السمحة وليس بالعنترية الجوفاء أو رد الإساءة بمثلها، فليس الشديد بالصرعة ولكن الشديد هو من يملك نفسه عند الغضب، هكذا قال رسول الإسلام، ولينظروا من اساءوا للإسلام إلى أنفسهم إلى اخلاقياتهم وأمراضهم الإجتماعية المتفشية وعاداتهم وسلوكياتهم وإنتهاكهم للحرمات والمحارم، ثم يقارنوا بينهم وبين دين العزة والكرامة والشرف.
ولا يبقى إلا الإعراض عنهم ومقاطعتهم ولا نتولى أحد منهم لأن من يتولهم فإنه منهم، "واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة"، ولا نبرأ أنفسنا، فإن كان هناك تقصير فالتقصير منا نحن، فسامحنا يا رسول الله فقد عجز لسان البيان على باب الرجاء، ما قدرناك حق قدرك يا حبيبي فلا يعلم قدرك إلا خالقك، لكننا ياحبیبی بدلنا وغيرنا ولهونا وضيعنا ورضينا بالحياة الدنيا من الآخرة بدلًا، فاستعبدنا وذللنا وقهرنا وتكالبت الأمم على قصعتنا وتطاولت علينا أبناء السفلة والسفاح.
وانت يا حبيبي من عرضوا عليك المال تنعم فيه وتغتني، حملوا إليك الملك حتى تنثني، هل ينثني؟، والله إن محمدًا لا ينثني، وها هم ونحن نراك لحن، لأحلى الكلام، وها أنت تعلو تشير فيدنو إليك العنان، تطوف فتهدي الضياء الألوف، وتطوي فتمضي إليك السيوف، تطيح فترمي صعاب الزمان، يا خیر بنيان .. وسيد ولد عدنان.