د.حياة عبدون تكتب.. الي أمي.. حب عمري
أنا حوااليوم هو عيد ميلاد أمي التي أنجبتني وهي صغيرة في السابعة عشر من عمرها فأصبحت صديقتي وأمي وأختي وابنتي.
أمي.. التي عملت وسأعمل طوال أيامي المقبلة علي أن أجعلها فخورة بي دائما.. أمي.. التي تنتمي لاعرق العائلات في مصر علمتني التواضع الشديد.. علمتني "الشياكة" في التعامل مع الاخر، شياكة المظهر والملبس والأهم "شياكة" الروح والألفاظ والعبارات فعملت طوال الوقت علي انتقاء ألفاظي وعلي "شياكة" تعاملاتي.
اقرأ أيضاً
- د. حياة عبدون تكتب: من الحياة.. هل نعيش هذا الزمان ؟
- د.حياة عبدون تكتب.. هل أنت من الباذنجانيون؟
- د. حياة عبدون تكتب: من الحياة.. زمن التفاهة
- د .حياة عبدون تكتب: من الحياة ملعقة الهموم .!
- د. حياة عبدون تكتب: من الحياة. الشر يبقي معك !.
- د. حياة عبدون تكتب: من الحياة.. هل لك اعداء ؟
- د.حياة عبدون تكتب: من الحياة.. هل انت أسير؟
- د. حياة عبدون تكتب: من الحياة.. يا ليتنا نمتلك كارلا و بولا !!!
- د. حياة عبدون تكتب: من الحياة.. الغزالي و انا !!!
- د. حياة عبدون تكتب: من الحياة.. الخير قادم
- د. حياة عبدون تكتب: من الحياة.. سيدنا الخضر و انا !
- د. حياة عبدون تكتب: من الحياة.. سيدنا خضر و انا؟
علمتني أمي.. أحترام صلة الرحم فكانت تردد "ليس مهما مقدار الأموال والثروة التي تتركها لي ولأخي ولكن الأهم وهو أننا "معًا" دائمًا في كل الظروف، فحبنا ومساندتنا لبعض هي الثروة نفسها، فتعاملت مع أخي دائمًا بأنه ليس أخي فقط ولكنه ابني أيضًا".
أمي المعطائة، العطوفة، حرصت علي نشر الحب والعطاء لمن حولها، وحرصت علي غرس صلة الرحم في وجداني فلم تفرق في احترامها وصلة رحمها لأهلها أو مع أهل والدي فتعاملت معهم كأنهم أهلها، فكبرت وأنا أحب وأقدر أهل أمي وأهل والدي.
علمتني أمي.. مراعاة مشاعر الأخر.. لا أنسي لها وأنا صغيرة وكنت أرتدي خاتمًا من الماس في زيارة لأحد الأسر المتواضعة فنهرتني قائلة "كيف لا تراعي تواضع حال بنت هذه العائلة، تعلمي احترام مشاعر الأخر، فكبرت وأنا أجبر بخاطر الجميع،الضعيف قبل القوي..الفقير قبل الغني.
أمي الصديقة.. التي كنت أكتب لها وأنا صغيرة في العاشرة رسائل اعتذار لاعبر لها بكلمات عن مدي حبي لها وعن أسفي لو أغضبتها ولا أزال أتذكر بعض كلماتي لها الي النهر الذي يروي لي ظمأ حياتي.. الي الشمس التي تنير لي الطريق أحبك يا أمي، وكأنني كنت أشعر انها ستظل دائمًا تلك الشمس التي تنير لي الطريق كلما أظلمت الدنيا من حولي أو واجهتني المشاكل والصعاب.. عندما أنظر اليها وأرتمي في حضنها، تولد بداخلي مشاعر الاصرار والتحدي والقوة.
أمي.. علمتني الأصالة وأصول التعامل مع الأخرين.. علمتني أن أكون سندًا لمن يحتاجني، علمتني كيف يقال عني "دي ست بمائة رجل"، علمتني الاصرار علي الوصول الي هدفي، علمتني أنه لا يأس مع الحياة، فلا أزال أتذكر كلمات الامل، التشجيع، الاصرار، عندما أجريت عملية الزايدة ثم أصبت بعدها بالحصبة قبل امتحان الثانوية العامة بأسبوعين وجلست في غرفتي مريضة، حزينة لانهم ينهون المناهج وأنا ملازمة الفراش فأولدت بداخلي الاصرار والامل والتحدي فحققت أولي أحلامي، ونجحت بتفوق في أول سلم في مشواري.
أمي.. كانت ولازالت وستظل صديقتي التي نتبادل الضحكات والأسرار.. وأحيانا أتعامل معها كصديقة وكأخت وأنسي انها أمي لتقارب السن.. أمي الابنة.. أشعر أحيانًا بأن أمي هي ابنتي التي تعشق تدليلي لها وحضني لها كأني أمها لانها فقدت والدها وهي في السابعة من عمرها، فأشعر أحيانا بأنها ابنتي التي أحضنها بقلبي.
لو تعلمين مدي مقدار حبي لكي، لما غضبتي مني ثانية واحدة من العمر، فأنتي "مصدر الحياة" وأنتي الحياة نفسها بالنسبة لي.
وفي النهاية، الي كل أم أعطت وتعطي.. عيد سعيد لكل أم فإنني الحياة، نبع الحكمة والعطاء، السعادة.