د. حياة عبدون تكتب: من الحياة.. الخير قادم
يحكى أنه كان هناك رجل حكيم و دائماً ما يردد مع كل مصيبة تحدث له " خير وعسى في الأمر خير" ..
اغتاظ اهل القرية منه فاتفقوا بأن يخفوا عنه قطيع الأغنام الذى يملكه وقد كان يملك الكثير منها ليتأكدوا من مدى صدق هذه الكلمة التي يرددها دائما ..
اتفقوا على إخفائها كـأمانة عند أهالي القرية المجاورة ، ثم يعودون اليه ليخبروه بأن لصوصا قد سرقوها ، و بأنهم لم يستطيعوا ردعهم عن ذلك ..
وبالفعل قاموا بأخفاء الاغنام فى القرية المجاورة ثم عادوا إليه يصرخون " لقد سرقوا أغنامك ولم يبقى منها شيء " . فقفز من مكانه و قال كيف حدث ذلك فأخبروه حسب الخطه المتفق عليها ..
حزن الرجل و قال " لعل في الأمر خير " .جن جنونهم من رد فعله وقالوا انه سيبكي بالمساء .
اتفقوا على أن يتجمعوا عنده فى ليلة سمر و ذلك ليروا ما اذا كان سيحزن ويقنط و يبكي و يسخط ، وبالفعل قضوا المساء عنده ولا جديد بأمره ..
كلما ذكروه بما حدث قال : لعله خير ...انسوا الأمر فلقد نسيته .
فزاد يقينهم بان العبارة نابعة من القلب و ليست من اللسان ..فتأكدوا ان قلبه يسعد بايمان حقيقي ،و انه متيقن أن هذا من عند الله فيسلم الأمر لخالقه ..
وفى أثناء سهرهم عنده إذا بلصوص حقيقيون غاروا على بيوتهم وحظائرهم وسرقوا أنعامهم .
فلما أتى الصباح واكتشفوا ما حدث إذا بالعويل والنحيب والكل يصرخ سرقونا والسخط واللعن واللطم ، فقال لهم صاحبنا" حرام .. لا يصح فعل ذلك وقد سرقت قبلكم " ..
فقالوا لا والله إن قطيعك في القرية المجاورة قد دسسناه عنك لنختبر كلمة " لعله خير " التي يرددها لسانك دائماً مع كل مصائبك...
لقد سرقت كل أغنام القرية إلا أغنامك لأنها كانت فى القرية المجاورة ..
أرادوا أن يختبروه في هذه الكلمة فحفظه الله من لصوص حقيقيون قادمون .. سبحانك ربي ..ما أجملك !!تذكرت هذه القصة و انا اتابع أمور كثيرة في حياتنا في ظاهرها شر لنا وهي في الحقيقة خير من عند الله ...
فلا تحزن ..و لا تستعجل... ولا تشغل بالك و فكرك .. واجعل الفرح شكراً ، والحزن صبراً ، والصمت فكراً ، والنطق ذكراً ..
و ان ضاقت عليك ، تذكر ان الخير قادم ..( ان مع العسر يسرا ، إن مع العسر يسرا ) .
و استغفر فـالإستغفار يفتح الأقفال ويشرح البال ، و لا تمل من تكرار " حسبنا الله ونعم الوكيل "...
و أحسنوا ظنكم بالله فالرب الخبير لايأتي إلا بالخير..فالخير قادم لا محالة..