أمل عمار: المرأة المصرية تكتب فصلها الذهبي برعاية القيادة السياسية


في مشهد احتفالي مهيب يجسّد أسمى معاني التقدير والعرفان للمرأة المصرية، شاركت المستشارة أمل عمار، رئيسة المجلس القومي للمرأة، في احتفالية "المرأة المصرية والأم المثالية"، التي جاءت بحضور وتشريف فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبمشاركة رفيعة المستوى من كبار المسؤولين، بينهم الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، والدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط، والدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، والدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية، والدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي، إلى جانب نخبة من الرموز النسائية والمؤثرات المصريات من شتى المجالات.
كلمة خالدة في يوم استثنائي
وفي كلمتها أمام الحضور، أعربت المستشارة أمل عمار عن خالص شكرها وتقديرها للرئيس السيسي على رعايته الكريمة لهذا اليوم، الذي يمثل فرصة لتسليط الضوء على إنجازات المرأة المصرية، ومواصلة دعمها وتمكينها على كل المستويات، ووجهت التهنئة لكل سيدة وفتاة مصرية، مؤكدة أنهن رمز للعطاء والإصرار والتجدد.
وتطرقت عمار إلى محطات تطور المجلس القومي للمرأة منذ تأسيسه عام 2000، مؤكدة أن المجلس مر بثلاث مراحل محورية: مرحلة التأسيس ورسم السياسات، ثم مرحلة الدفاع عن المكتسبات وسط تحديات سياسية ومجتمعية، وأخيرًا، مرحلة الوصول الحقيقي لكل سيدة مصرية، ليتحول المجلس إلى "بيت المرأة المصرية" بحق.
وأشادت بالدور المحوري الذي أدته القيادات النسائية التي تعاقبت على رئاسة المجلس، إلى جانب أعضاءه وفريقه الفني، ممن أسهموا بجهودهم في ترسيخ مكانة المجلس وتحقيق أهدافه الوطنية.
دستور 2014 نقطة التحول الكبرى
وأكدت عمار أن دستور 2014 كان بمثابة إعلان واضح لإرساء حقوق المرأة، إذ تضمن أكثر من 20 مادة صريحة تدعم حقوقها، وتفتح آفاقًا جديدة لمشاركتها الفاعلة، وشهد عهد الرئيس السيسي، بحسب كلمتها، انطلاقة حقيقية لمسيرة التمكين، حيث تجلت الإرادة السياسية في دعم حضور المرأة بمراكز صنع القرار.
وأشارت إلى إعادة تشكيل المجلس في عام 2016 ليمثل أطيافًا نسائية متنوعة، مثل النساء ذوات الإعاقة، والمرأة الريفية، والشابات، بالإضافة إلى ترسيخ وضعه في الدستور وإصدار قانون منظم له في 2018، ليصبح الجهة الوطنية المستقلة المختصة بشؤون المرأة.
استراتيجيات وطنية وتمكين شامل
وخلال كلمتها، استعرضت أمل عمار أبرز إنجازات المجلس، بدءًا من إعداد الاستراتيجيات الوطنية، وعلى رأسها الاستراتيجية القومية لتمكين المرأة 2030، التي أطلقها الرئيس السيسي، لتصبح مصر أول دولة في العالم تقدم رؤيتها النسوية ضمن أهداف التنمية المستدامة.
كما أشارت إلى الطفرة التي تحققت في تمثيل المرأة في المناصب القيادية، وتوليها حقائب وزارية وقضائية لم تكن متاحة لها من قبل، حتى وصلت إلى أعلى نسب تمثيل داخل مجلسي النواب والشيوخ في تاريخ مصر.
التمكين الاقتصادي من الشمول المالي إلى ختم المساواة
وسلطت عمار الضوء على تقدم ملف التمكين الاقتصادي، حيث ارتفعت نسبة الشمول المالي للنساء بنسبة 252%، كما أطلقت مصر محفز سد الفجوة بين الجنسين بالتعاون مع وزارة التعاون الدولي، لتتوج هذه الجهود بالحصول على "ختم المساواة بين الجنسين" في القطاع الحكومي، وامتداد هذا الإنجاز إلى القطاع الخاص عبر إطار مؤسسي جديد.
واستعرضت التجربة الرائدة للمرأة الريفية التي حملت تراثها المحلي إلى المحافل الدولية، من خلال تسجيل "التلي شندويل" كأول علامة تجارية جماعية في محافظة سوهاج، ما مكن منتجات السيدات من الوصول إلى أكبر المعارض العالمية.
كما أشادت ببرنامج "نورة" الموجه للاستثمار في الفتيات، والذي يحظى برعاية مباشرة من قرينة رئيس الجمهورية، مشيرة إلى أهميته في بناء جيل نسائي قادر ومتمكن.
التمكين الاجتماعي
وتحدثت عمار عن البرامج الاجتماعية الضخمة التي استفادت منها ملايين السيدات، مثل استخراج بطاقات الرقم القومي، وتنظيم القوافل الصحية والتوعوية، والكشف المبكر عن سرطان الثدي، وتسليم آلاف شهادات الأمان للنساء المعيلات، إلى جانب برامج الإرشاد الأسري التي طالت أكثر من 350 ألف مستفيد.
وأبرزت الدور الحيوي للمجلس في طرق 9 ملايين باب داخل القرى المصرية، والوصول لأكثر من 73 مليون مواطن ومواطنة، ضمن مبادرات تهدف لمحو الأمية، وتوثيق عقود الزواج، واستخراج سواقط القيد، وتحسين أوضاع المرأة في المناطق الأكثر احتياجًا.
منظومة الحماية ومواجهة العنف
أما على صعيد الحماية، فقد أنشأ المجلس 28 مكتب شكاوى موزعين على محافظات الجمهورية، بالإضافة إلى مكتب خاص بمنطقة الأسمرات، حيث تم استقبال أكثر من 315 ألف شكوى، كما أسس المجلس 42 وحدة لمناهضة العنف ضد المرأة داخل الجامعات، و20 وحدة أخرى داخل المستشفيات الجامعية.
وأطلقت الدولة الاستراتيجية الوطنية لمكافحة العنف ضد المرأة، وأجرت مصر أول مسح اقتصادي لحساب تكلفة العنف ضد النساء، في خطوة غير مسبوقة إقليميًا، كما حققت اللجنة الوطنية لختان الإناث إنجازات ملموسة، أدت إلى تراجع نسب ختان الفتيات، وتغيير الوعي المجتمعي تجاه هذه الظاهرة الخطيرة.
وذكرت عمار أن حملات التوعية تحت عنوان "المرأة صانعة السلام" وصلت إلى 2.6 مليون مواطن، في حين استفاد أكثر من مليوني شخص من حملات مواجهة الهجرة غير الشرعية، التي نُفذت بالشراكة مع اللجنة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر.
تشريعات منصفة ورصد إعلامي واعٍ
في الملف التشريعي، أكدت المستشارة أمل عمار أن 26 قانونًا جديدًا صدرت لصالح المرأة، تتعلق بالحماية من العنف، وتحسين بيئة العمل، وتطوير آليات التعامل مع قضايا النساء داخل المستشفيات وأقسام الشرطة.
كما تطرقت إلى الدور الإعلامي للمجلس، الذي أطلق مرصدًا خاصًا لرصد صورة المرأة في الأعمال الدرامية والإعلامية، ومتابعة مدى احترام المحتوى لحقوق النساء، بالإضافة إلى إصدار كود إعلامي يضمن التناول المهني العادل لقضايا المرأة.
ما تحقق ليس نهاية الطريق
وفي ختام كلمتها، قالت المستشارة أمل عمار: "لقد تحول تمكين المرأة من مجرد شعار إلى واقع ملموس تُجسده الإنجازات، وتؤكده الأرقام أن المرأة المصرية باتت على مشارف عصر جديد من القيادة والمشاركة الفاعلة في كافة مجالات الحياة".
وأعربت عن شكرها العميق لفخامة الرئيس على ثقته الغالية بإعادة تشكيل المجلس، مؤكدة أن المرحلة المقبلة ستشهد تركيزًا كبيرًا على تعزيز التمكين الاقتصادي باعتباره قاطرة التنمية الشاملة، والحفاظ على ما تحقق من مكتسبات.
واختتمت حديثها بتأكيد أن الإرادة السياسية ستظل الضامن الأول لمسيرة الوطن نحو العدالة الاجتماعية والتنمية المتوازنة، بما يعود بالنفع على جميع أفراد المجتمع.