المرأة المصرية في عصرها الذهبي، كلمات رانيا المشاط في احتفالية الأم المثالية


في احتفالية مهيبة لتكريم المرأة المصرية والأمهات المثاليات، ألقت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، كلمة مؤثرة أشادت فيها بالدور المحوري الذي تلعبه المرأة في بناء الوطن، مؤكدة أن تمكين المرأة لم يعد مجرد شعار، بل أصبح واقعًا تدعمه القيادة السياسية بكل قوة منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي المسؤولية عام 2014.
افتتحت الوزيرة كلمتها بتوجيه تحية تقدير للرئيس السيسي، مؤكدة أنه من أوائل الداعمين الحقيقيين للمرأة المصرية، واصفة إياه بـ"الضامن الأول لمكانة المرأة في وطنها"، مشيدة بإصراره الدائم على منح المرأة فرصًا متكافئة في كافة مناحي الحياة.
وقالت المشاط إن احتفال هذا العام يتزامن مع مرور ربع قرن على إنشاء المجلس القومي للمرأة، ومع إدراج قضايا المرأة والمساواة بين الجنسين ضمن الخطط القومية للمرة الأولى منذ خطة 2002–2007، مؤكدة أن الدولة المصرية نجحت في ترسيخ سياسات تعتمد على البيانات الدقيقة والمؤشرات القابلة للقياس لرفع أداء مصر في ملف تمكين المرأة إقليميًا ودوليًا.
وأشارت إلى أن ما نشهده حاليًا يمكن وصفه عن جدارة بـ"العصر الذهبي للمرأة المصرية"، حيث تتبوأ السيدات مناصب رفيعة وتشارك في صنع القرار وتساهم بفاعلية في صياغة السياسات التنموية، بدءًا من قاعات الجامعات وحتى مجالس إدارة كبرى المؤسسات.
وأكدت الوزيرة أن القيادة السياسية المصرية وضعت تمكين المرأة في قلب استراتيجياتها، بدءًا من الدستور المصري لعام 2014، الذي خصص نحو 20 مادة لضمان حقوق النساء، وصولاً إلى رؤية مصر 2030، واستراتيجيات الطفولة والأمومة والمرأة، والبرامج التنموية الوطنية التي تؤكد جميعها على الشمول والمشاركة الفاعلة.
وأعلنت المشاط عن تطبيق آلية جديدة في خطة العام المالي 2024/2025 لقياس الإنفاق العام الموجه للمرأة والطفل وفقًا لمنهجية "اليونيسف"، مؤكدة أن نحو 10% من الاستثمارات الحكومية مخصصة لقضايا المرأة والطفل بشكل مباشر، وهو ما يُعد خطوة غير مسبوقة على طريق التخطيط المستجيب للنوع الاجتماعي.
وتطرقت الوزيرة إلى التصاعد الواضح في حجم الاستثمارات العامة المخصصة للمرأة في قطاعات التعليم والصحة والتضامن والعمل، موضحة أن إجمالي تلك الاستثمارات بلغ نحو 300 مليار جنيه خلال السنوات الخمس الأخيرة، وهو ما يعكس التزام الدولة العميق بتعزيز التنمية الشاملة والمستدامة.
وتحدثت الوزيرة عن الجهود الحكومية لخلق بيئة داعمة لريادة الأعمال النسائية من خلال المجموعة الوزارية لريادة الأعمال، مشيرة إلى سعي الدولة لتوفير فرص التمويل والتدريب والتمكين لعدد كبير من رائدات الأعمال، وتمكينهن من النفاذ إلى الأسواق المحلية والدولية.
كما أشارت إلى أن نسبة مشاركة السيدات في "جائزة مصر للتميز الحكومي" بلغت 50% من إجمالي المشاركين في دوراتها الأربع، بينما بلغت نسبة السيدات الفائزات بالمراكز الثلاثة الأولى 25%، وهو ما يعكس تصاعد حضور المرأة في مواقع القيادة والإبداع المؤسسي.
وتوقفت المشاط أمام المشاركة الواسعة للمرأة في "المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية"، مشيرة إلى أن أكثر من 3000 مشروع نسائي تقدم للمبادرة، وفازت منها 30% بجوائز المبادرة في دوراتها الثلاث، مما يعزز مساهمة المرأة في التصدي لتحديات البيئة والتغير المناخي.
وعلى صعيد التعاون الدولي، كشفت الوزيرة أن محفظة التمويلات التنموية الموجهة لبرامج تمكين المرأة بلغت أكثر من 4.5 مليار دولار، استفادت منها نحو 27 مليون سيدة وفتاة، وشملت 117 مشروعًا بالشراكة مع 35 جهة دولية.
ومن أبرز ثمار هذه الشراكات، أطلقت مصر بالشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي والمجلس القومي للمرأة، مبادرة "محفز سد الفجوة بين الجنسين"، لتصبح بذلك أول دولة في أفريقيا والشرق الأوسط تطلق هذه الآلية المبتكرة.
واستعرضت الوزيرة عددًا من المبادرات والمشروعات الرائدة، مثل "تنمية الأسرة المصرية"، و"المرأة في التجارة الدولية"، وبرنامج الدعم النقدي "تكافل وكرامة"، الذي يشمل أكثر من 5 ملايين أسرة، تُشكّل النساء 74% من المستفيدين منه.
كما سلطت الضوء على المبادرات الرئاسية، وفي مقدمتها "حياة كريمة"، التي غيّرت وجه الحياة في الريف المصري، وكان للمرأة نصيب كبير من هذه النقلة النوعية، وأضافت أن المبادرات الصحية مثل "100 مليون صحة"، و"دعم صحة المرأة"، أسهمت في تحسين جودة حياة ملايين السيدات، مع التركيز على القضايا الأكثر إلحاحًا مثل تمكين المرأة المعيلة، ومكافحة ختان الإناث، والدعم النفسي، والتمكين الرقمي والسياسي.
ولم تغفل الوزيرة الإشادة بالدور الحيوي الذي تلعبه حرم السيد رئيس الجمهورية، من خلال مبادراتها الملهمة وعلى رأسها "دوّي" لتمكين الفتيات، وبرنامج "نورة" الذي يهدف إلى الاستثمار في مستقبل الفتيات من خلال تنمية قدراتهن الاجتماعية والصحية والاقتصادية.
واختتمت الدكتورة رانيا المشاط كلمتها بالتأكيد على أن الدولة المصرية، بدعم الرئيس السيسي، تخطو بثقة نحو تغيير جذري في واقع ومستقبل المرأة المصرية، داعية إلى مواصلة الجهد والإبداع لتحقيق المزيد من الإنجازات.
واستعانت في ختام حديثها بمقولة خالدة للأديب العالمي نجيب محفوظ: "المرأة هي المدرسة الأولى التي تُعلم الإنسان كيف يُحب، وكيف يُحترم، وكيف يُكافح".
وقدمت الوزيرة في ختام كلمتها أسمى عبارات الشكر والتقدير للرئيس عبد الفتاح السيسي، وللسيدة قرينته، مشيدة بجهودهما الدؤوبة في الارتقاء بمكانة المرأة المصرية، متمنية دوام التقدم والازدهار لمصر وشعبها العظيم.