في يوم المرأة المصرية.. مسيرة نضال وتاريخ من الإنجازات


لا يمكن أن يمر شهر مارس، الذي يحمل بصمات النساء، دون الوقوف أمام صفحات كفاحهن الطويل.
فبعد أيام من الاحتفال بـ اليوم العالمي للمرأة، وقبل أيام من تكريم الأم في عيدها، يأتي 16 مارس ليكون يومًا خاصًا لكل امرأة مصرية، مهما كان عمرها أو وضعها الاجتماعي أو مكانتها.
هو يوم يخص كل فتاة، وكل أم، وكل جدة، لكل امرأة عاشت وواجهت التحديات بشجاعة وصنعت من الألم قوة. سيدات مصر هنّ العنوان الحقيقي للإرادة، للصبر، للتضحية، وللنجاح الذي يُكتب بأحرف من ذهب.
اقرأ أيضاً
سيدة مصر الأولى تستجيب لطلب الطفل يونس فى احتفالية يوم المرأة المصرية
إيطاليا تتخذ خطوة تاريخية، تشديد العقوبات على قـ،ـتل النساء بالسـ،ـجن مدى الحياة
تمكين المرأة، محور التنمية الاقتصادية في احتفال بنك الاستثمار الأوروبي
المرأة المصرية في التعليم، أرقام تعكس حضورًا متزايدًا في المراحل الدراسية
الرئيس السيسي والسيدة قرينته يتوسطان المكرمات باحتفالية يوم المرأة
بكلمات معبرة.. غرفة القاهرة تهنئ سيدات مصر بمناسبة يوم المرأة المصرية
تفاصيل تنظيم وزارة العمل لاحتفالية باليوم العالمي للمرأة في المنوفية
بمناسبة اليوم العالمي للمرأة.. الداخلية تشارك سيدات مصر المعيلات الاحتفال
بكلمات رقيقة.. إيمان كريم تهنئ نساء مصر والمرأة ذات الإعاقة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة
الأونروا في اليوم العالمي للمرأة: جيش الاحتلال يقتل 63 امرأة يوميا فى قطاع غزة
الوادي الجديد.. تفاصيل تنظيم إعلام الداخلة لندوة تثقيفية بمناسبة ”يوم المرأة المصرية”
وكيل «رياضة القليوبية» يشارك في احتفال هيئة الشبان العالمية بـ «اليوم العالمي للمرأة»
من الانتفاضة الأولى إلى مسيرة الحقوق
بدأت المرأة المصرية أولى خطواتها نحو الكفاح في 16 مارس 1919، حين خرجت في أول مظاهرة نسائية بقيادة هدى شعراوي، ضد الاحتلال البريطاني، رافعة شعار "الهلال مع الصليب"، في مشهد وحد الصفوف الوطنية. كان يومًا استثنائيًا شهد استشهاد أول امرأة مصرية، حميدة خليل، التي أصبحت رمزًا للبطولة والتضحية.
وفي 16 مارس 1923، أُسِّس أول اتحاد نسائي مصري بقيادة هدى شعراوي، ليبدأ نضال المرأة من أجل المساواة في الحقوق السياسية والاجتماعية، والمطالبة بحق التعليم، وتعديل قوانين الزواج بما يضمن حقوق السيدات.
من الكفاح الوطني إلى الحقوق السياسية
لم يتوقف دور المرأة عند حدود التظاهر والمطالبة بالاستقلال. ففي دستور 1956، حصلت المرأة المصرية لأول مرة على حق الترشح والتصويت في الانتخابات.
وفي عام 1957، شاركت النساء لأول مرة في الانتخابات البرلمانية، وأسفرت عن فوز راوية عطية وأمينة شكري، لتكون تلك لحظة فارقة في تمثيل المرأة داخل البرلمان.
دور بطولي في صفوف الحرب
لم تكتفِ المرأة المصرية بالدور السياسي والاجتماعي فقط، بل كان لها دور بطولي في حرب أكتوبر 1973. حين شكلت النساء فرقًا طبية لإسعاف الجرحى، وفرقًا مجتمعية لدعم أسر الشهداء، وكنّ حلقة وصل في نقل المعلومات عن العدو، خاصة نساء سيناء اللاتي قدمن أروع الأمثلة في التضحية والصمود.
صراع مستمر من أجل الحقوق الاجتماعية
ومع دخول الألفية الجديدة، خاضت المرأة المصرية معارك عديدة للحصول على حقوقها:
قانون الخُلع (2000): منح المرأة حق الطلاق من زوجها مقابل التنازل عن حقوقها المالية.
تعديل قانون الجنسية: للسماح للأم المصرية بنقل جنسيتها لأبنائها من زوج أجنبي.
تجريم ختان الإناث (2008): وفرض عقوبات مغلظة تصل للسجن المشدد.
تجريم التحرش الجنسي (2014): وتغليظ العقوبات في 2021 لتصل إلى السجن المشدد.
تعديل قوانين الأحوال الشخصية: لتنظيم الحضانة والرؤية والنفقة بشكل أكثر إنصافًا للمرأة.
تجريم حرمان المرأة من الميراث: بعقوبات رادعة لحفظ حقوقها الشرعية.
عصر ذهبي للمرأة المصرية
يشهد عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي ما يمكن وصفه بـ العصر الذهبي للمرأة المصرية، حيث تم تحقيق إنجازات غير مسبوقة:
تمثيل المرأة في البرلمان بنسبة 27%.
تعيين أول مستشارة للأمن القومي للرئيس (د. فايزة أبو النجا).
تعيين 98 قاضية لأول مرة في مجلس الدولة (2021).
وصول المرأة للنيابة العامة لأول مرة.
زيادة نسبة القاضيات في المحاكم الدستورية والإدارية.
تولي سيدات مناصب وزارية ومحافظين ونواب محافظين.
التصدي للعنف والزواج المبكر
شهدت السنوات الأخيرة تشديد العقوبات على من يشاركون في زواج القاصرات، وإدراج العنف الأسري ضمن الجرائم الجنائية لحماية المرأة من أي انتهاكات داخل الأسرة.
تمكين اقتصادي واجتماعي وصحي
وفي إطار تمكين المرأة، تم إطلاق مبادرات لدعم المشروعات الصغيرة للمرأة المعيلة، بالإضافة إلى برامج الحماية الاجتماعية والصحية، وأبرزها مبادرات للكشف المبكر عن الأمراض التي تهدد النساء مثل سرطان الثدي.
خطة قومية لتمكين المرأة
اعتمدت الدولة خطة متكاملة منذ إعلان 2017 عامًا للمرأة المصرية، شملت تعزيز مشاركة المرأة في جميع المجالات، ورفع مستوى الوعي المجتمعي بحقوقها، والاهتمام بالملفات التي تخصها على جميع الأصعدة.
ختامًا: مسيرة لا تنتهي
إن الاحتفال بيوم المرأة المصرية ليس مجرد ذكرى، بل هو تجديد للعهد بأن المرأة ستظل في صدارة المشهد، مدافعة عن حقوقها، شريكة في بناء وطنها، وصانعة لمستقبل أكثر إشراقًا.
وستبقى ثمار نضال المرأة المصرية تتجسد واقعًا ملموسًا، يؤكد أن رحلة الكفاح لا تذهب هباءً، بل تصنع الأمل لكل الأجيال القادمة.