الليلة الوترية الأولى في رمضان 2025، هل تكون ليلة القدر؟

مع دخول العشر الأواخر من رمضان، تبدأ الليالي الوترية التي تحمل بين طياتها فرصة عظيمة لنيل رحمة الله ومغفرته، وتعتبر ليلة الجمعة 21 رمضان 2025 أولى هذه الليالي، والتي قد تكون ليلة القدر، الليلة التي وعد الله فيها عباده بالأجر العظيم، وجعلها خيرًا من ألف شهر.

وقد وردت العديد من الأحاديث النبوية التي تبين علامات ليلة القدر، كما أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالاجتهاد في العبادة والدعاء خلال هذه الليالي المباركة، حيث تتجلى رحمة الله وكرمه لعباده الصائمين القائمين.

كيف نعرف ليلة القدر؟

حددت دار الإفتاء المصرية بعض العلامات المميزة لليلة القدر، بناءً على الأحاديث النبوية الشريفة، ومنها:-

شروق الشمس دون شعاع: فقد روى أبي بن كعب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أصحابه عن علامتها قائلًا: "أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها" (رواه مسلم).

صفاء الأجواء وهدوؤها: حيث وصفها النبي صلى الله عليه وسلم بأنها "طلقةٌ بلجةٌ، لا حارَّةٌ ولا باردةٌ، كأن فيها قمرًا يفضح كواكبها، لا يخرج شيطانها حتى يخرج فجرها" (ابن حبان)، أي أنها ليلة مضيئة، معتدلة الطقس، مليئة بالسكينة والهدوء.

إشراق السماء كأنها صفيحة من نور: ففي بعض الأحاديث شبه النبي صلى الله عليه وسلم القمر فيها بـ"طستٍ من نحاسٍ أبيض" (مسند أحمد).

إحساس المسلم بطمأنينة قلبية وروحية: فالبعض ذكر أن من يرى ليلة القدر يشعر بالسكينة ويلاحظ نورًا يغمر الأجواء حتى في الأماكن المظلمة.

استجابة الدعاء: فهي ليلة مباركة تُرفع فيها الأعمال وتُستجاب فيها الدعوات لمن وُفق لإحيائها.

ماذا ندعو في ليلة القدر؟

ليس هناك دعاء محدد لليلة القدر، بل يمكن للمسلم أن يدعو بما شاء من الخير لنفسه وأهله وأمته، ومع ذلك، فقد أوصت السيدة عائشة رضي الله عنها بسؤال النبي صلى الله عليه وسلم عن الدعاء الأفضل في هذه الليلة، فقال لها: "اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي".

وهو دعاء عظيم يحمل معاني الرحمة والمغفرة والتسامح، وهو ما يحتاجه كل مسلم في هذه الأيام المباركة، لذا، لنحرص جميعًا على استغلال هذه الليالي بالصلاة، وقراءة القرآن، والدعاء، لعلها تكون ليلة القدر التي تُكتب لنا فيها المغفرة والرحمة.