هند الصنعاني تكتب: عبث جديد يدعى ”المساكنة”
لم يعد الاحتلال العسكري المباشر هو الطريقة الأفضل للسيطرة على الدول اقتصاديا أو سياسيا، تغيرت خطط الحروب واختلفت المناهج وأصبحنا نشهد ظواهر حديثة نتعايش معها في ظل الثورة التكنولوجية، وأصبح الحفاظ على الشعوب وثوابتهم من التحديات الصعبة التي نواجهها.
المخاطر عديدة ومتنوعة وقد نختلف في ترتيبها كل حسب قناعاته ومعتقداته، منها التي تستهدف الأمن، الوضع الاقتصادي، العقول المفكرة، والأعراض أيضا، لكن الهدف واحد... إضعاف النفوس وزلزلة الثوابت وبالتالي تصبح السيطرة أسهل.
ولكي يحصل كل هذا، المستهدف الأسهل والرئيسي هم الشباب فالسيطرة عليهم تتم عن طريق تمرير بعض الأفكار الشاذة بتحويل الموضوع المرفوض إلى موضوع قابل للنقاش مع تجميل المسميات والكل تحت بند "الحرية".
اقرأ أيضاً
- تكريم الإعلامية والكاتبة المغربية هند الصنعاني في ملتقى رجال الأعمال الذهبي
- هند الصنعاني تكتب: عصابة البوليساريو.. الإرهاب الذي يهدد أمن افريقيا
- هند الصنعاني تكتب.. الأمهات العازبات ولعنة الحب
- هند الصنعاني تكتب.. 8 مارس.. يوم عالمي لمحاسبة الرجل
- هند الصنعاني تكتب : الجنتلة..تهمة جديدة تلاحق الرجال
- الإعلامية هند الصنعاني تساند المنتخب المغربي من الديار المصرية
- هند الصنعاني تكتب.. بوح من المحيط لصاحبة سر التحنيط
- كارول سماحة: المجتمع العربي عنده كبت جنسي والرجل اللبناني متدلع
- هند الصنعاني تكتب: المرأة المغربية...مسيرة كفاح ونضال
- هند الصنعاني تكتب: المهنة ”خواجة”
- هند الصنعاني تكتب: أيمن حجاج...القاضي الذي هتك ستر الله
- هند الصنعاني تكتب: أبدا بدون ابنتي..
من بين التغيرات التي طرأت على المجتمع العربي، النظرة التقليدية للزواج، لم يعد ذلك الميثاق الغليظ لكنه أصبح يشهد عدة محاولات لتغيير أهدافه وإفساد منظومة الأسرة والمجتمع عن طريق طرح دعوات صريحة لسلوكيات محرمة يطلق عليها "المساكنة"، هذا المصطلح المستحدث الذي يبيح للرجل السكن مع امرأة دون صفة تحت ذريعة الحرية والانفتاح، هذا السلوك المنحرف الذي يحاول التسلل لضرب قيمنا ومبادئنا، إلى اليوم لم يصل إلى مرحلة "الظاهرة" لكنه يداعب مشاعر الشباب الذين يعانون من رهبة الزواج، هذه الرهبة المرتبطة بالخوف من المسؤولية، لأن مع الأسف الأجيال الجديدة أصبحت غير مؤهلة بسبب النشأة في الغالب على احترام القيم المجتمعية وتحمل المسؤولية، أوهناك من يختار "المساكنة" كنوع من التحايل للهروب من الالتزامات القانونية في حالة الزواج خصوصا في ظل الالتزامات المبالغ فيها التي تفرضها غالبية الأسر العربية، وهذه الأعباء المادية سبب مهم في تفشي مثل هذه السلوكيات.
تحولت قضية "المساكنة" اليوم إلى موضوع قابل للنقاش على الرغم من إثارته للجدل، فنجد من يقف في صف الدين والأصول والحلال والحرام، وفي الجهة المقابلة نجد من يروج لهذه الأفكار الشاذة بحجة لا ضرر في تجربة التعايش مع الشريك قبل الزواج، ولإذابة الحاجز النفسي عند الفئة الأكبر إلى يومنا هذا وهي الفئة الرافضة نستعين بالفن مرآة المجتمع الذي له القدرة الكبيرة على التغيير والتأثير في قضايا المجتمع وأيضا ثوابته، فنجد هذه الأفكار تطرح ببساطة وسلاسة في بعض البرامج أو الأفلام والمسلسلات وربما نجدها في الأعوام القادمة في الأعمال الكرتونية الموجهة للأطفال كما يحصل اليوم فيما يتعلق بظاهرة الشذوذ الجنسي.
الفن... حرية نعم، لكنه رسالة دوره الارتقاء بالذوق العام وتهذيب النفوس وإصلاحها، دوره أيضا تقديم الدعم للقيم والمبادئ إلى جانب الدولة التي يجب عليها دعم الشباب وحمايته من الأفكار الدخيلة، أيضا عليها التصدي لكل أنواع الفن الهابط الذي يروج مثل هذه الأفكار.
الخطر حقيقي... سيظل ينخر في المجتمع بصور عديدة لأن المخطط قائم والأجندات الخارجية عديدة.