عماد فرغلي يكتب: البطل الذي لا نعرفه
على الشريط الحدودي الفاصل بين مصر والكيان الصهيوني أبدى بطل من أبطال المدرسة العسكرية المصرية شجاعة متناهية في أداء دوره المكلف به لحماية موقعه وذلك في الساعات الأولى من صباح يوم السبت الماضي ، وتقول الروايات أن هذا البطل وأثناء تصديه لعملية تهريب وقيامه بمطاردة المهربين وقع اشتباك داخل العمق الاسرائيلي نتج عنه مقتل أثنين من العسكريين الصهاينه على يد هذا البطل وحين اكتشف الأمر دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية لموقع الحادث وجرى تبادل لاطلاق النار بين رجل الأمن المصري وتلك القوات وتمكن من قتل ثالث منهم وإصابة آخرين ثم نال الشهادة بعد أن نفذت ذخيرته.
لا نعرف أسمه ولا رتبته ولا تفاصيل أكثر عن هذه العملية ولا نريد أن نعرف أكثر مما عرفنا فبيننا وبينهم معاهدة سلام والموقف شديد الحساسية والادارة المصرية لديها حساباتها و تتعامل بحكمة في مثل هذه المواقف وتعي طرق معالجتها على الصعيد السياسي والدبلوماسي وتعلم جيدا ما يجب عليها أن تفعله وما تخفيه أو تعلنه وكلنا ثقة في كل ما تراه أو تتخذه من قرارات ، أما نحن وعلى المستوى الشعبي فمشاعرنا الشخصية لا تخضع لقوانين ولا تحكمها بنود ولا تقيدها اتفاقيات ، ولذلك فليس هناك ما يمنع أن نعلن عما تجيش به صدورنا تجاه ما حدث وان لم يكن متاحا اعلانه على الملأ فيكفينا البوح به فيما بيننا .
والحديث بين الأصدقاء يدور حول شجاعة ابننا الشاب ورجولته واقدامه وحسن تصرفه فكان يكفيه منع عملية التهريب من نقطة حراسته وبذلك يكون قد أدى واجبه لكن شيئًا ما قد حدث بعد ذلك لا نعلمه جعله يطارد المهربين الى داخل الاراضي المحتلة التابعة لسيادة هذا الكيان وحدث ما حدث ، ربما تم استدراجه بغرض تصفيته والادعاء بأنه ارهابي ظنا منهم بأنه صيدا سهلا متواضع القدرات لكنه كان أسدا وذئبا وفارسا وقناصا ومقاتلا لا يشق له غبار فلم يمنحهم شرف تصفيته قبل أن يلقنهم الدرس الذي سيبقى عالقا بأذهانهم لسنوات .
في أكثر من مناسبة تحدث القائد الاعلى للقوات المسلحة عن قوة جيشنا العظيم وحذر الجميع من استفزازه أو اختباره أو مواجهته لأن العواقب ستكون كارثية ، وما فعله شهيدنا البطل لهو أكبر دليل على دقة الوصف وصدق القول ، فهذا الشاب المجند القابع على الحدود تم تدريبه على ما يؤهله فقط لمواجهة المهربين والمتسللين وقطاع الطرق ولم يحصل على دورات قتالية كتلك التي يحصل عليها أبنائنا من أفراد قواتنا المسلحة ، ومع ذلك واجه الموقف واستطاع أن يسقط بمفرده ثلاثة جنود ينتمون لجيش يقال عنه أنه لا يقهر وأصاب منهم ما أصاب وهو بعيدا عن حصنه .
تعظيم سلام للشهيد البطل ، وكل التقدير لأفراد جيشنا وشرطتنا حماة الوطن ودرعه وسيفه .