فريدة الشوباشي تكتب.. السد العالي إنجاز عظيم
في الذكرى الثالثة والستين لبناء السد العالي، تذكرت الفيلم الوثائقي الذى أذاعه التليفزيون الفرنسي وكان ذلك بمناسبة سنوات الجفاف في ثمانينيات القرن الماضى وازداد شعوري عمقًا بدور الزعيم الراحل جمال عبدالناصر في النهوض بمصر بعد ثورة يوليو، والحفاظ على ثرواتها ومواردها الطبيعية.. قدم الفيلم عرضًا عن الدول المشاطئة للنيل ومشاهد البؤس التى جسدت مآسى صعبة الاحتمال فى هذه الدول، خاصة مشاهد بعض ابنائها وهم يمتصون جذور أشجار الصبار بسبب العطش القاتل والأشد مرارة مشهد من يحفرون فى الصحراء القاحلة لدفن اطفالهم الذين يموتون عطشا، ثم يواصلون السير.
قدم الفيلم الوثائقى أبعاد كارثة الجفاف والتى تؤكد الآية الكريمة: «.. وجعلنا من الماء كل شىء حى..»، أنه لا حياة بدون الماء.
وبالرغم من العداء الغربى للزعيم الخالد أشار الفيلم الى ان التساؤل يتمحور حول دهشة العالم من الوضع الصعب فى الدول المشاطئة للنيل، بينما لا تعانى دولة المصب من نقص المياه واعترف الفيلم الوثائقى بان ذلك يرجع الفضل فيه الى السد العالى الذى يعتبر، كما قالوا أحد أعظم المشروعات فى تاريخ الانسانية، وأعظم مشروع فى القرن العشرين وأتمنى ان تقوم المؤسسة المسئولة عن الإعلام بالبحث عن هذا الفيلم واذاعته فى وسائل اعلامنا كرد مفحم على من يركزون مطالبهم فى توفير الغذاء فقط وعدم القيام بأى مشروعات توفر الحياة الكريمة للأجيال المصرية المقبلة.
لا يخفى على أحد الحملات المسعورة والضارية التى اندلعت ولا تزال مستمرة ضد قائد ثورة يوليو، وهى حملات تشبه ما يجرى اليوم ضد ثورة الثلاثين من يونيو وقائدها الرئيس عبدالفتاح السيسي، والهجوم على حرصه على بناء الجمهورية الجديدة بإصلاح ما أفسده من كان بيدهم الامر بالاهمال وانعدام الرؤية وكذلك ببناء جمهورية جديدة فعلا.
ولا بد هنا من الإشارة الى نموذج من التوعية، جدير بالإشادة، وأعنى به نموذج الفيلم التسجيلى «شابيلا» والذى عرض مأساة الشعب الصومالى الشقيق جراء الجفاف الذى ضرب منطقة شابيلا، والذى قدمته قناة القاهرة الإخبارية وأخرجه الدكتور محمد سعيد محفوظ والفريق العامل معه.
وقد كان لفيلم شابيلا أثر بالغ العمق بصدد الحفاظ على المياه التى لا حياة دونها، وكذلك توعية المصريين بمدى ما حققه لهم السد العالى وكيف حماهم من مصير مخيف. إن الفخر بالانجازات الكبرى ضرورة وطنية ونموذج لقدرة المصريين على اقتحام الصعاب والانتصار عليها وهو بمنزلة الرد الحاسم والمفحم لدعاة اشاعة اليأس والتخاذل عن القيام بأى مشروعات تفيد مصر، حاليا ومستقبلا، ويصعب، أو بالأحرى يستحيل هنا، ان يكون هؤلاء إلا أعداءً شرسين للمحروسة وابنائها. وكما قلنا: قلنا حا نبنى وآدى احنا بنينا السد العالى، نؤكد فعلا، قبل قولا، اننا سنتجاوز جميع الصعاب والعقبات الدولية، ونبنى الجمهورية الجديدة، حيث الحياة كريمة كما يشهد الواقع.