من دمياط إلى العالم.. وفاء تحوّل الحزن إلى إبداع وتبهر أوروبا بفن الديكوباج


تُعرف محافظة دمياط المصرية بأنها عاصمة صناعة الأثاث في الشرق الأوسط، حيث تشتهر بصناعة غرف النوم والأطفال والسفرة وغيرها من قطع الموبيليا المتنوعة.
لكن ما يميز دمياط أيضًا هو تنوع الحرف المرتبطة بالخشب، من الزخرفة والنقش وصولًا إلى فنون حديثة مثل الديكوباج، وهو فن الرسم والدهان على الخشب لإبراز جماليته وتحويله إلى قطعة فنية تنبض بالحياة.
وفي قلب هذا المشهد الإبداعي، تبرز قصة "وفاء"، سيدة خمسينية من دمياط، أصبحت أيقونة لفن الديكوباج رغم أنها لم تتلقَّ أي تعليم أكاديمي في هذا المجال.
اقرأ أيضاً
وفاء أنور تكتب: حقوق المرأة بين الواقع والمأمول
وفاء عامر: مسلسل جودر تجاوز حدود الخيال وأعاد سحر ألف ليلة وليلة
وفاء عامر: عشقي للفن يجعلني لا أخشى أدوار الأم
الأميرة - ظل حيطه، أسرار نرجسية تنكشف وصراع نفسي يتصاعد في الحلقة 13
وفاء يدوم لثمانية عقود، رحيل امرأة صينية بعد انتظار زوجها المفقود في الحرب
تكريم الأمهات المثاليات بالقاهرة.. رسالة وفاء لدورهن في بناء الأجيال
تصاعد الأحداث بين زينب وأسامة، وفاطمة تشتعل غضبًا في الحلقة السابعة من الأميرة - ظل حيطة
الأميرة ظل حيطه، دموع وأسرار ومفاجآت تقلب مصير الأبطال في الحلقة السابعة
مسلسل الأميرة ظل حيطه، صدمة زينب ونكسة الزواج في الحلقة الثالثة
صينية تثير الجدل بعد إنفاق 22 ألف دولار لاستنساخ كلبها الراحل..قصة حب ووفاء تتحدى الموت
وفاء أنور تكتب: هى وأنا.. ورسالة إليكم
جودر 2، مفاجآت مثيرة في الحلقة 12 وحمل شهرزاد يشعل الأحداث
بدأت رحلتها مع هذا الفن منذ 8 سنوات، بعد أن مرت بأزمة نفسية شديدة بسبب فقدان والدتها، والتي دفعتها للعزلة التامة لمدة عام.
لكن الأمل عاد إليها حينما زارتها صديقتها وشجعتها على العودة إلى شغفها القديم بالحرف اليدوية، فبدأت تتابع فيديوهات تعليمية عن فن الديكوباج عبر الإنترنت.
بخطوات ثابتة، بدأت وفاء تطبيق ما تعلمته على أثاث بيتها كمرحلة تجريبية. ثم تحولت التجربة إلى بداية حقيقية، بعدما طلب منها الأقارب والأصدقاء تجديد أثاث منازلهم، وهو ما نجحت فيه ببراعة، حيث أضفت لمسة عصرية وأنيقة على كل قطعة.
لم تكتفِ وفاء بالتجربة الشخصية، بل قررت خوض تحدي التسويق على وسائل التواصل الاجتماعي، وظلت تنشر أعمالها لأكثر من عام دون أن تلقى اهتمامًا واسعًا في البداية. لكن إصرارها أتى بثماره، وبدأ الجمهور يتفاعل معها وينبهر بإبداعها، حتى توسعت شهرتها لتصل إلى معظم مناطق دمياط.
المفاجأة الكبرى كانت عندما بدأت طلبات الشراء تصلها من خارج مصر. فقد ساعدها أصدقاؤها في إرسال منتجاتها إلى دول مثل كندا ونيويورك ودبي، حيث لاقت إعجابًا واسعًا بين الأجانب، ما منحها دفعة قوية للاستمرار والتطوير.
وأوضحت وفاء أنها تستلهم أفكار أعمالها من الصور التي تراها على الإنترنت، لكنها تضيف لها لمستها الخاصة لتخرج في شكل جديد وفريد يعكس خيالها الفني.
شاركت وفاء في عدة معارض فنية، وهو ما ساعدها في نشر هذا الفن الذي كان نادرًا ومجهولًا في السابق. كما لم تبخل بخبرتها على غيرها، فقد بدأت في تعليم عدد من السيدات داخل ورشتها الخاصة، إيمانًا منها بأن العمل هو الوسيلة الأجمل للتغلب على الصعاب.
وفي ختام حديثها، أكدت وفاء أن طموحها لا يزال كبيرًا، فهي تحلم بإنشاء معرض خاص بها، وتطمح في تعليم فن الديكوباج لكل من يرغب في تعلمه.
وقد ساعدت بالفعل العديد من طلاب الجامعات في مشاريع تخرجهم رغم أنها لم تتلقَ تعليمًا أكاديميًا في هذا الفن، مؤكدة أن الموهبة والشغف هما سر النجاح الحقيقي.
وفاء ليست مجرد "استورجية" من دمياط، بل مثال حي على أن الإبداع يمكن أن يولد من رحم الألم، وأن الفن قادر على تغيير حياة الإنسان وتحقيق أحلامه مهما كانت التحديات.