الأربعاء 2 أبريل 2025 02:32 مـ 3 شوال 1446هـ
أنا حوا

رئيس التحرير محمد الغيطي

المدير العام منى باروما

يحدث الآن
بقلم آدم وحوا

وفاء أنور تكتب: هى وأنا.. ورسالة إليكم

وفاء أنور
وفاء أنور

هى فتاة جامعية رقيقة يملؤها الحياء، يضيف إلى جمال إطلالتها الحلوة جمالًا آخر، كنت قد التقيت بها في إحدى الندوات المعنية بتقديم الخدمة للمجتمع، ربما توسمت بي شيئًا ما جذبها إلىّ، قررت الاقتراب مني، بل وتأهبت للحديث معي، فاجئتني بأنها تتابع كتاباتي، وتعجبها الخاصة بالحديث عن ضرورة الاهتمام بالأسرة وتنشئة الطفل، نظرت إليها ممتنة وشاكرة، متأهبة للاستماع لقصة كانت تلوح بالأفق، حكاية روتها عيناها فقط، فدنوت منها ريثما تطمئن فتقرر إزاحة الستار عن قصتها التي أرقتها على ما بدا لي، حكاية كنت أجهلها لكني أحسست بها حين طالعتها على استحياء عيني، بينما كانت تتراجع هى عن إطلاعي بسر شق عليها أن تخفيه.

تملكني إحساس قوي بأنها لم تعد تحتمل الكتمان وبأنها ستتهيأ لسرد حكايات حزنها وألمها، وبالفعل بدأت في الحديث معي قائلة: كنا نستيقظ على أصوات مختلطة تبدأ هادئة في البداية ثم تزداد حدتها، تتلاطم كأمواج مسحورة تعلو وتنخفض فتبعث لي أنا وإخوتي بإشارات غير مطمئنة، تبدأ من بعدها معالم الخلاف في الظهور شيئًا فشيئًا، كنا حينها نهرع إلى الاختباء داخل أنفسنا خوفًا وحذرًا من موجات غضب مدمرة ستأتينا بعنفوانها، نرتجف فنختبيء تحت جلودنا، ما أسوأ الخلافات التي كانت تتجدد بين كل لحظة وأخرى.

كثيرًا ما كنا نوجه اللعنات لظروف أوجدتنا في ظل أسرة لا توفر لنا حياة أسرية سعيدة وآمنة، غالبًا ما كنا نستسلم لفكرة إرجاء الأمر بأكمله للمستقبل بعد أن فقدنا الأمل في تغيير هذا الذي نمر به، نحدث أنفسنا بأننا ما زلنا صغارًا لا نملك من أمرنا شيئًا، وبأننا حين نكبر سوف نجنب أبناءنا ما يحدث لنا هنا تحت سقف منزل لا يوفر أدنى شعور بالأمن لمن بداخله، كانت كل لحظة تمر بنا هى عبارة عن وقفة أمام أنفسنا، نقف أمام مرآة بؤسنا فتعرض علينا صورنا الباهتة الشاحبة، تبعث برسائلها إلينا، قائلة: أيها الصغار لا تخشوا شيئًا، لكننا لم نكن نعرف إلا الخوف رفيقًا لنا، كنا نكذب حديثها وننصرف عنها بعد أن نكاد أن نجهز عليها ونحطمها.

كانت تتدخل أحيانًا بين والدينا تلك الأصوات الراشدة العاقلة، تحاول انتزاعنا من بين جنون لا ينضب آت من تحكم أب وعناد أم، تسعى بقدر كبير وربما مستمر لكسر حاجز الاختلاف الذي يفرق شملنا ولا يجمعه، ندور وسط هذا الصراع، ننتظر لحظة عودة الرشد البعيدة، لكنها كانت تذهب إلى مجهول لم يضعنا في حسبانه، لم يرحم طفولة ألقت بنا بين أبوين لا يهتمان بوجودنا، بسلامنا النفسي، لا يؤثر فيهما ما سيتبقى لنا من ذكريات هى الأدهى والأمّر.

ذابت ملامح طفولتنا وتلاشت في مزيج جمع بين نزاع وحمق، تعرضنا في بوتقته لتوافه أمور لا ندركها ولا نعلم لها مسمى، كنا ننتفض كعصفور صغير ابتل ريشه فارتجف بشدة تحت المطر، وكلما بادر بنثر الماء المنهمر عنه كلما زادت حاجته للدفء، للكثير من الاهتمام والحب الغائبين عن وكره الذي لم يعد باستطاعته أن يحميه فهو الهش الضعيف الذي يفتقد لشروط أمنه وسلامته.

أخبريني بأي ذنب نتعرض لتلك الأهوال التي تنأى عن حملها الجبال لا البشر؟ ما الجرم الذي اقترفناه ونحن صغار ما زلنا في مقتبل العمر؟ أليس من الواجب أن يضع المجتمع حلًا لمشكلتنا هذه؟ المشكلة التي عاثت بقلوبنا فسادًا، أخفت أنينًا لا ينتبه له إلا القليل -فضلًا- أبلغيهم بالأمر فكل ما أخشاه أن يمر جيل آخر بكل ما مررت به، أبلغتك رسالتي فسلميها إليهم.

وفاء أنور تكتب ملامح طفولتنا

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,520 شراء 3,543
عيار 22 بيع 3,227 شراء 3,248
عيار 21 بيع 3,080 شراء 3,100
عيار 18 بيع 2,640 شراء 2,657
الاونصة بيع 109,472 شراء 110,183
الجنيه الذهب بيع 24,640 شراء 24,800
الكيلو بيع 3,520,000 شراء 3,542,857
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الأربعاء 02:32 مـ
3 شوال 1446 هـ 02 أبريل 2025 م
مصر
الفجر 04:15
الشروق 05:43
الظهر 11:59
العصر 15:30
المغرب 18:14
العشاء 19:33