محمد عبد القدوس يكتب.. هذه جدتي روز اليوسف
أنا حواقال عنها حبيبي أبي وهو يهديني مذكراتها: "لعلك تعلم أنك حفيد معجزة".
إن حياة جدتك "فاطمة اليوسف" ليست مجرد حياة لامرأة عادية، لكنها حياة شخصية حققت بإصرارها معجزة إنسانية لم يتكرر مثلها.. انتهى كلام "سانو" ابنها وهو الإسم الذي عرف به داخل بيته وبين أصدقاءه المقربين.
وكنت أظن وبعض الظن إثم أنه كلام صادر من منطلق عاطفة نبيلة تجاه أمه السيدة "روزاليوسف"!.
اقرأ أيضاً
وبعد ذلك اكتشفت أنني على خطأ بعدما درست حياتها بالتفصيل، فهي إنسانة استثنائية بكل المقاييس.. معجزة بالفعل!
ويكفي أن تعلم حضرتك أنها وصلت إلى "مصر" قادمة من "لبنان" مهاجرة في سن الطفولة، واستقرت ببلادنا وحيدة تمامًا، ليس لها أهل على الإطلاق، لا عم ولا خال ولا حتى أقارب من الدرجة العاشرة.. يعني بالتعبير العامي "مقطوعة من شجرة"!!
ومع ذلك نجحت نجاحًا باهرًا.. سواء في مجال التمثيل أو الصحافة، وتناسى الجميع أصلها اللبناني، وأصبحت مصرية صميمة مثل "أبو الهول وأهرامات الجيزة".
ولمعلومات حضرتك.. "روزاليوسف" المجلة الوحيدة في العالم كله حتى هذه اللحظة التي سميت باسم من أصدرها!، وكانت واثقة من نفسها، قالت: مجلة تحمل اسمي ستلقى رواجًا كبيرًا من اللحظة الأولى "وهتكسر الدنيا" وهذا ما حدث بالفعل.
أصدرت مجلتها ونجحت نجاحًا كبيرًا رغم أنها لظروفها الصعبة لم تتلق تعليمًا منتظمًا.. فليست خريجة جامعة ولا حتى مدارس، ولم أخطئ عندما قلت لك أنها إنسانة استثنائية.
وفي الصورة التي بين يديك مع فلذة كبدها حبيبي أبي.