محمد عبد القدوس يكتب :حكايات إحسان عبد القدوس
( مفاجأة كبرى في حياه الكاتب الكبير)
قد تظن حضرتك وبعض الظن إثم ان عنوان مقالي على سبيل الإثارة الصحفية وتتساءل : وما هي المفاجأة الكبرى في حياة والدك وحياته كلها تعرضت للفحص والتمحيص واصبحت معروفه للجميع خاصة وقد تناولتها دراسات عدة.
والغريب انني شخصيا لم اكتشف هذه المفاجأة الا متاخرا جدا و عندي شك ان شقيقي وحبيبي "احمد عبد القدوس" وفي حوزته ارشيف العائلة عنده فكرة عنها!!
وأبدأ الموضوع من اوله قائلا ان "ابي الحبيب" تناول اكثر من مرة العقدة التي اصابته من اسمه "إحسان" وكتب مرة يقول: صدق او لا تصدق .. جاءني الخطاب التالي .. نرجو من الآنسة "احسان هانم عبد القدوس" ان تضع صندوقا للخطابات على باب منزلها لمساعدة الموزع في مهمته!!
و عندما كان صغيرا كان يشكو الطلبة "الملاعين" كما وصفهم يضايقونه اثناء الفسحة ساخرين منه وصائحين "البنوتة أهو" وكثيرا ما نشبت خناقات بسبب ذلك يخرج بعدها مخرشما مدغدغا معدوم الحيل كما يقول!! وحتى اساتذته بالمدرسه لم يسلم من سخريتهم فيقولون له اثناء الحصة: قومي يا ست احسان .. جاوبي يا ست احسان .. صفر على عشرة يا بنت يا احسان .. ويعلق على ذلك قائلا: دي حاجه تجنن يا عالم يا هو!!
والمفاجأة الكبرى في هذا الموضوع ان هذه السخرية من اسمه لم تأت من فراغ بل كان لها أساس، وتفاصيل ذلك انه عندما بلغ العاشرة من عمره قرر والده نقله الى مدرسة ابتدائية جديدة واحتاج الامر بالطبع الى تقديم شهادة الميلاد ، وبالفعل قدمها، وقوبل طلب الالتحاق بالرفض لان المدرسه للبنين فقط ولا تقبل البنات وثار الوالد قائلا : ده راجل من ضهر راجل، فكان جواب مسؤول المدرسة بأنه مكتوب امام أسمي في شهادة الميلاد أنني انثى!! ويقول حبيبي ابي بحلقت انا ووالدي في الشهادة المذكورة فإذا بالكلام ده صحيح .. أي أنني مكثت عشر سنوات وانا بنت بس مش داري .. يا دي الفضيحة!! واخذ والدي يضرب كف على كف وهو في دهشه شديدة مما جرى "وازاي" لم يكتشف ذلك الا دلوقت بس!!
ويضيف قائلا : اخذني والدي الى المحكمة الشرعية من اجل ان اثبت للجميع انني مذكر من الجنس الخشن!! و راجل ابن راجل, ولم يكن الامر سهلا!! بل إجراءات طويلة ومعقدة تخرب اجعصها دماغ بتعبيره!!
والجدير بالذكر ان حبيبي "الدكر" استطاع التعبير عن الأنثى في قصصه كأفضل ما يكون ، وكأنه ينتمي إلى عالم حواء برغم تصحيح الخطأ الذي وقع في شهادة ميلاده زمان.