الأزهر يُعلق على واقعة انتحار بسنت: ابتزاز الناس بالصور المزيفة كـ«عبادة الأصنام»
أنا حواقال مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، ان اتهام الناس بالباطل، والاحتيال فى نسبة الزور إليهم بالافتراء والبهتان جريمة لا إنسانية خبيثة، قرنها الله تعالى -فى النهى عنها- بعبادة الأصنام؛ فقال تعالى: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} [الحج: 30]، والزور هو فُحش الكذب، والفجور فيه.
وتابع فى بيان له، أن ابتزاز الناس بالاتهامات المُنتحَلة من خلال الصور المُزيّفة باستخدام البرامج الحديثة أو غيرها من الطرق التى يمكن بها الطعن فى أعراض الناس وشرفهم؛ إنما هو إفك بغيض وإيذاء بالغ وبهتان مُحرَّم، حذَّر منه المولى سبحانه، ومن مغبة ارتكابه، والخوض فيه؛ فقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ ۚ وَالَّذِى تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ}. [النور: 11].
اقرأ أيضاً
- بعد فبركة صور اباحية.. هروب المتهم بابتزاز الطالبة المنتحرة بالغربية
- بعد حادث فتاة الغربية.. اعرف مصير مرتكبي جرائم الابتزاز بالصور الشخصية
- ظهور أدلة جديدة.. النيابة تعيد فتح التحقيق فى وفاة الطالبة بسنت بالغربية
- توقعات صادمة.. خبيرة أبراج تكشف عن خطر يهدد مصر فى 2022 وظهور فيروس جديد
- غدًا.. ندوة تثقيفية بعنوان «اللغة العربية..الماضى والحاضر» بالأزهر
- ”الأزهر للفتوى” يحذر من إفشاء أسرار الحياة الزوجية على السوشيال ميديا
- تعيين الدكتورة هناء العبيسى عميدا لكلية طب بنات جامعة الأزهر
- الأزهر العالمي للفتوى: نجحنا في لم شمل 66 ألف أسرة من التفكك
- الأقصر.. ”واعظات الأزهر” ينظمن لقاءات لمواجهة ظاهرة التفكك الأسري
- محمد فراج يوجه رسالة إلى بسنت شوقي في عيد ميلادها: «زي القمر من بره وجوه»
- ”أزهري“: تصوير سيدة التجمع خيانة لله والمجتمع.. «من أكبر الكبائر»
- بالصور.. 30 طالبة يفزن بمسابقة الأزهر لحفظ القرآن الكريم
وقال عزَّ من قائل: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا}. [ الأحزاب: 58].
ولآثار هذه الجريمة النكراء على الأفراد والمجتمعات، فى الواقع الحقيقى والافتراضى، ولتحقيق غايات الإسلام العليا فى حفظ النظام العام، ومنظومة القيم والأخلاق؛ توعَّد الله تعالى فاعل هذه الجريمة بالعذاب فى الدنيا والآخرة، وحَرَمَه من رحمته سُبحانه؛ فقال: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِى الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِى الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}. [النور: 19]
وقال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِى الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}. [النور: 23].
فلا ينبغى أن يكون الإنسان مُتجاوزًا لحدود الله سبحانه، خائضًا فى أعراض الناس؛ إذ هو بذلك يهون فى عيون الخلق، ويسوء مآله عند الخالق سبحانه.
بل عليه أن ينشغل بمعالى الأمور ممَّا يعود عليه وعلى مجتمعه بالنَّفع فى الدين والدنيا والآخرة، لا أن ينشغل بصغائرها، وما لا شأن له به؛ فعن سيدنا الإمام الحسين بن على رضى الله عنهما مرفوعًا أن سيدنا رسول الله ﷺ قال: «إنَّ اللهَ يُحِبُّ مَعَالِى الأمُورِ وأَشرَافَهَا، ويَكْرَهُ سَفْسَافَهَا». [أخرجه الطبرانى فى الكبير].
وأثارت قصة فتاة الغربية الطالبة بسنت خالد التي أنهت حياتها بحبوب غلال سامة، ضجة كبيرة بين رواد السوشيال ميديا، بعدما اتهم أقاربها شابين بفبركة صور لها، ما تسبب في وفاتها بتناول "حبة سامة".
وتعود أحداث الواقعة حينما تلقى اللواء هاني عويس مدير أمن الغربية إخطارًا من مأمور مركز شرطة كفر الزيات أوائل الأسبوع الماضي يفيد بورود بلاغ من المدعو "خالد.ش" 49 سنة يفيد بإنهاء ابنته "بسنت" 17 سنة حياتها بتناولها حبة الغلال السامة فجأة.
وانتقلت القيادات الأمنية تحت إشراف اللواء ياسر عبد الحميد مدير المباحث الجنائية والعقيد محمد عاصم رئيس فرع البحث الجنائي بمركزي بسيون وكفر الزيات وقوات من الشرطة السرية والنظامية إلي مكان الحادث.
وكشفت التحريات الأمنية أن الفتاة صاحبة العقد الثاني من عمرها قد أنهت حياتها عقب مرورها بأزمة نفسية عاطفية دفعتها للتناول حبه الغلال السامة.
كما أوصت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الغربية بالدفع بسيارة إسعاف لنقل الفتاة الضحية وعرضها على الطب الشرعي بمستشفى كفر الزيات العام والتي أفادت بتناولها حبة الغلال التي أنهت حياتها بشكل نهائي.
وكلفت إدارة البحث الجنائي بالتحري عن ظروف وملابسات الواقعة وتحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة للتحقيق والتي أمرت بتشريح الجثة ودفنها بتسليمها إلي ذويها لدفنها بمقابر أسرتها.