جسر التعاون يمتد بين القاهرة وأستانا: لقاء يرسم ملامح مستقبل مصري-كازاخستاني مزدهر


في لقاءٍ دافئٍ يحمل عبق الشراكات الدولية، استقبلت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، السفير عسكر جينيس، الذي يحمل راية كازاخستان كسفيرٍ فوق العادة لدى مصر، لبحث آفاقٍ جديدة تُعزز العلاقات بين البلدين وتُرسخ دعائم التعاون المستقبلي.
افتتحت الوزيرة الحوار بتهنئةٍ قلبية للسفير بمنصبه الجديد، مؤكدةً أن الروابط التاريخية بين القاهرة وأستانا تُشكل أرضيةً خصبةً لتوسيع آفاق التنسيق والتكامل، "علاقتنا ليست وليدة اليوم، بل جذورها تمتد عبر عقودٍ، تحمل في طياتها ألوانًا من التجارة، والثقافة، والتعليم"، هكذا وصفت الدكتورة المشاط تلك العلاقة، مشيرةً إلى شغف القطاع الخاص الكازاخستاني باستكشاف الفرص في السوق المصري.
وأضافت بنبرةٍ واثقة: "شهدنا في السنوات الأخيرة توافدًا متزايدًا للشركات الكازاخستانية إلى مصر، مدعومةً بجهودٍ كازاخستانية لرفع منسوب التبادل التجاري والاستثماري عبر آليات ائتمان الصادرات، مما يُبشر بمستقبلٍ واعد".
وغاص الاجتماع في بحر من الموضوعات المشتركة، حيث تبلورت ملامح مسودة البروتوكول المُرتقب للدورة السادسة من اللجنة المشتركة المصرية-الكازاخستانية للتعاون الاقتصادي والعلمي والتقني، كما طُرحت على الطاولة رزمة من مذكرات التفاهم تنتظر التوقيع، تتراوح بين الثقافة النابضة، والطاقة المتجددة الواعدة، والفضاء اللامحدود، والطيران المدني، وتنظيم حركة العمالة، إلى جانب اتفاقيةٍ تُنهي الازدواج الضريبي وتُحكم أبواب التهرب الضريبي بين البلدين.
لم يتوقف الحوار عند هذا الحد، بل امتد ليلامس قضايا حيوية مثل التعاون في مجال الحبوب، حيث برزت فكرة تصدير القمح عبر المنطقة الاقتصادية لقناة السويس كجسرٍ يربط الإنتاج بالأسواق، وفي قطاع البناء، أبدت الوزيرة حرصًا على دفع الشركات المصرية لاقتحام السوق الكازاخستاني، مستعرضةً بفخرٍ الإنجازات المصرية الضخمة، من العاصمة الإدارية الجديدة التي تُجسد الحلم، إلى مدينة العلمين التي تُعانق البحر، وتوسعة قناة السويس التي تروي قصة التحدي، فضلاً عن شبكة الطرق والأنفاق التي تُعيد تشكيل وجه مصر.
بهذا اللقاء، يُرسم خطٌ جديدٌ في دفتر العلاقات المصرية-الكازاخستانية، يحمل في طياته وعدًا بتعاونٍ يزدهر على أرضيةٍ من الثقة والطموح المشترك.