هل يجوز أداء المرأة للصلاة في منزلها مرتديةً بنطالًا؟.. أزهرية تُجيب


في حوارٍ تليفزيوني ماتع، كشفت الدكتورة إيمان أبو قورة، إحدى رائدات مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، عن حكمٍ شرعي أجابت به على استفسار فرح من الجيزة، التي تساءلت عن جواز أداء المرأة للصلاة في منزلها مرتديةً بنطالًا واسعًا.
خلال حديثها يوم الإثنين، أوضحت الدكتورة إيمان أن الصلاة بارتداء بنطالٍ فضفاض تظل صحيحة ومُرضية في ميزان الشرع، شريطة أن يحقق الزي شروطًا جوهرية، "الأساس هو أن يستر اللباس عورة المرأة بالكامل، دون أن يُبرز معالم الجسد أو يكشف عنه بشفافية"، حسب تعبيرها.
وأكدت أن البنطال الرحب الذي لا يعانق الجسم، ويُكمل بثيابٍ طويلة تامة الستر، يُعد خيارًا مقبولًا للوقوف بين يدي الله دون أدنى حرج.
وأضافت بنبرةٍ مطمئنة: "الإسلام يضع ستر المرأة في الصلاة ضمن أولوياته، فإذا تحقق ذلك بزيٍ مريحٍ وغير محدد للجسم، فلا عائق يمنعها من أداء فريضتها بسلام".
وفي سياقٍ متصل، انتقلت الدكتورة إلى جانبٍ آخر يمس حياة المرأة، حيث تناولت أهمية سلامتها النفسية في ضوء الرؤية الإسلامية، "الإسلام لم يغفل يومًا عن روح الإنسان، فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يرى في العبادة ملاذًا للطمأنينة، حتى دعا بلالًا بقوله: 'أرحنا بها'، ليؤكد أن الصلاة ليست واجبًا فحسب، بل موئلٌ يُنعش القلب"، كما جاء في حديثها.
وأشارت إلى أن العناية بالنفس ليست رفاهية، بل ضرورة تجمع بين الروح والجسد، "الإنسان مدعوٌ ليحافظ على توازنه، فيؤدي عباداته بإتقان، ويمنح نفسه لحظاتٍ للاستراحة واستعادة النشاط"، مضيفةً أن الخشوع في الصلاة يُشكل جسرًا للتخلص من أعباء الحياة، إذ يُلهم السكينة ويُذيب الهموم حين يغوص المرء في حوارٍ خالصٍ مع خالقه.
وختمت حديثها برسالةٍ تحمل الأمل: "الصلاة ليست مجرد حركات، بل بوابةٌ للراحة النفسية، فمن وجد فيها تركيزه، وجد فيها سلامًا يعانق روحه".