بين التعنت والتشهير، حين تتحول الخلافات الزوجية إلى معارك تهدد الأسرة


في لحظة ما، تتبدد مشاعر المودة والرحمة التي جمعت بين زوجين، ليفسح العناد الطريق أمام خلافات لا تنتهي، يتصدرها العناد، ويقودها الإنكار أو المبالغة، وتنتهي للأسف إلى ساحات المحاكم، وما بين زوج يمتنع عن النفقة، وزوجة تطالب بمبالغ تفوق المعقول، تضيع استقرار الأسرة، ويصبح الأطفال الضحية الأولى لصراع لا يرحم.
وسط هذا المشهد المؤلم، يبرز التساؤل: متى يُلزم القانون الزوج بدفع الأجر؟ ومتى تستحق الزوجة هذا الأجر؟ إليك التفاصيل القانونية التي تحسم هذه المسائل، وفقًا لقوانين الأحوال الشخصية المصرية.
ما الذي يقوله القانون؟
ينص القانون رقم 25 لسنة 1920 وتعديلاته بالمادة 18 مكرر ثانيًا المضافة بالقانون رقم 100 لسنة 1985، على أن نفقة الزوجة ونفقة الأبناء تُفرض على الزوج من تاريخ توقفه عن الإنفاق، وليس من وقت المطالبة القضائية.
لكن تجدر الإشارة إلى أن النفقة والأجر لا يجتمعان معًا، أي أن الزوج يُلزم بأحدهما فقط، لا كليهما، فإذا كانت الزوجة تستحق نفقة، فلا يُطالب الزوج بدفع أجر إضافي، أما إذا لم تكن لها نفقة، فيمكنها المطالبة بالأجر المناسب مقابل الخدمات مثل الحضانة والرضاعة.
النفقة في فترة العدة
الزوجة المطلقة تستحق نفقة خلال فترة العدة، وتُفرض النفقة على الزوج المطلق حتى تنتهي العدة شرعًا، أما إذا تم الطلاق بناءً على اتفاق مسبق بين الطرفين يتضمن التنازل عن النفقة، أو إذا أثبت الزوج سداده الكامل للحقوق المالية، فلا يحق للزوجة المطالبة بأجر الحضانة، إلا أن نفقة الصغير تظل قائمة، وتشمل كما ورد في القانون الطعام والكسوة المناسبة لمستواه الاجتماعي.
الحقوق المرتبطة بالحضانة والمعيشة
المرأة الحاضنة لها الحق في المطالبة بمجموعة من الأجور المرتبطة برعاية الطفل، منها:-
- أجر الرضاعة
- أجر الحضانة
- بدل السكن (سواء مسكن حضانة أو إيجار بديل)
- بدل فرش وغطاء
- أجر المصيف إذا تعوّد الطفل قضاءه
لكن يشترط للحصول على هذه الأجور ألا تكون المرأة قائمة بها بوصفها زوجة لها نفقة أخرى على الزوج.
في نهاية المطاف، يبقى الحوار الهادئ والتفاهم هو السبيل الأجدى لحل الخلافات الأسرية، بعيدًا عن التشهير والإيذاء المتبادل، فالمحاكم قد تبت في الحقوق، لكنها لا تضمن استمرار الأمان النفسي للأطفال الذين يجدون أنفسهم فجأة في قلب معركة لا ذنب لهم فيها.