الخطابة مسؤولية ورسالة: دعوة لتأهيل الخطباء بالعلم والتقوى


أكد الداعية الإسلامي الدكتور طارق اللحام أن الخطابة ليست مجرد موهبة أو قدرة على الإلقاء، بل هي رسالة عظيمة تتطلب علمًا راسخًا، وتقوى، وأمانة في نقل الحقائق، وشدد على أن الخطيب مؤتمن على كلماته، وسيحاسب عليها أمام الله، مشيرًا إلى أن الخطابة لها دور محوري في توعية المجتمع ونشر الفكر الصحيح.
مواصفات الخطيب المؤهل
خلال تصريحات تلفزيونية، أوضح الدكتور اللحام أن الخطيب لا يقتصر دوره على منبر الجمعة فحسب، بل يشمل كل من يخاطب الناس في مختلف المجالات سواء الدينية أو الثقافية أو الاجتماعية، وأكد أن المسؤولية الملقاة على عاتق الخطباء عظيمة، مما يستلزم أن تتوفر لديهم عدة صفات أساسية، أبرزها:-
- الإلمام بالعلم: يجب أن يكون الخطيب متخصصًا في المجال الذي يتحدث فيه، خاصة إذا كان الموضوع دينيًا، لتجنب نشر معلومات مغلوطة قد تضلل الناس.
- الصدق والإخلاص: ينبغي أن يكون هدف الخطيب إيصال الحقائق وخدمة المجتمع، دون السعي وراء الشهرة أو تحقيق مكاسب شخصية.
- القدرة على الإقناع والتأثير: يحتاج الخطيب إلى لغة سليمة وأسلوب جذاب يمكّنه من التأثير في المستمعين.
- التقوى والخشية من الله: من الضروري أن يكون لدى الخطيب وعي ديني حقيقي يجعله حريصًا على نشر الخير والتوجيه الصحيح.
- الإلمام بواقع المجتمع: على الخطيب أن يكون مدركًا لأهم القضايا المعاصرة حتى يستطيع توجيه الناس بما يتناسب مع احتياجاتهم وتحدياتهم.
الخطابة ودورها في نشر الوعي والإصلاح
وأشار الدكتور اللحام إلى أن الخطابة تعد من أقوى أدوات التأثير في الأفراد والمجتمعات، فقد لعبت عبر التاريخ دورًا مهمًا في نشر العلم، والدعوة إلى الفضيلة، والإصلاح الاجتماعي، واستشهد بعدد من الأحاديث النبوية التي تؤكد مكانة الكلمة الطيبة وتأثيرها في النفوس.
وأكد أن الخطيب مسؤول عن نشر القيم الصحيحة، وتعليم الناس العقيدة والأخلاق قبل التطرق إلى المسائل الفقهية والتشريعية، مما يضمن تأثيرًا إيجابيًا ومستدامًا للخطابة في تعزيز الوعي الديني الصحيح.
تحذير من أدعياء العلم
حذّر اللحام من خطورة الانسياق وراء أشخاص يدّعون العلم دون أساس متين، مؤكدًا أن السماح لمن لا يملكون المعرفة العميقة بالخطابة قد يؤدي إلى نشر فهم خاطئ للدين، وخلق حالة من اللبس والفتنة داخل المجتمع.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن الكلمة مسؤولية عظيمة، وعلى الخطيب أن يدرك قوة تأثيره على الناس، مشددًا على أن الخطابة ليست مجرد مهارة، بل رسالة تحتاج إلى أمانة وتقوى وعلم راسخ.