هند الصنعاني تكتب: 6 أكتوبر.. عندما شارك المغرب في معركة الكرامة من أجل مصر وسوريا
اصطفاف عربي قوي وتخطيط حكيم من الزعماء العرب، مهد لأعظم انتصارات الأمة العربية، انتصارات اكتوبر، الذكرى الخالدة التي تحتفي بشهدائنا من الجيش المصري خصوصا والجيش العربي عموما، عندما قرر هذا الأخير توحيد صفوفه وتحطيم أسطورة الجيش الأسرائيلي.
التجريدة المغربية، الإسم الذي أطلق على القوات المغربية التي شاركت في حرب أكتوبر، والتي كانت تمثل لواء الدرع الأكثر قوة وتميزا في المملكة المغربية، امتثلت لأوامر قائدها الأعلى الملك الحسن التاني بعدما ألقى خطابه:"هؤلاء الجنود سيحاربون في سبيل بلد مقدس، وهو أولى القبلتين وتالث الحرمين، وفي سبيل الوطن لأنكم سوف تحاربون، لأن كل وطن عربي هو وطن كل مواطن عربي"، وتابع خطابه متوجها إلى الجنود "سوف تجعلوني رافع الرأس مشرفا فخورا بسيرتكم واستشهادكم وشجاعتكم".
وبقيادة الجنرال عبدالسلام الصفريوي، تقدمت التجريدة المغربية والتي كانت تتكون من أكثر من 5500 جندي مغربي، لتشتبك مع قوات الاحتلال، واستطاعت أن تقف سدا منيعا حال دون تقدم القوات الإسرائلية إلى دمشق، كما قامت التجريدة المغربية بتحرير نصف مدينة القنيطرة وجبل الشيخ بهضبة الجولان عندما تشابكت القوات البرية المغربية والسورية بالجيش الإسرائيلي وأصابت عدة أهداف.
كان المغرب دائما حاضرا كمساهم فعال، فلم تكن مشاركة المغرب بدعم مصر وسوريا بالسلاح والمقاتلين فحسب، بل امتد لأدوار لاحقة أتاحت التمهيد لأجواء السلام، حيث استضاف عددا كبيرا من اللقاءات التي دعمت مساعي مصر للسلام بين عامي 1977 و1979.
قدم المغرب خلال حرب أكتوبر 170 شهيدا، الشيء الذي ظل محل تقدير سواء من القوات المسلحة المصرية أو السورية، حيث صدر في دمشق مرسوم رئاسي يمنح لقب بطل الجمهورية العربية السورية إلى كل من الجنرال الصفريوي والكولونيل عبدالقادر العلام اللذان استشهدا خلال حرب الجولان أثر سقوط قذيفة محرقة على سيارة كانت تنقلهما، كما أطلق اسم "التجريدة المغربية" على إحدى الساحات بدمشق تقديرا لدور مقاتليها البواسل.
وفي استعراض عسكري كبير، كرم المغرب جنوده العائدين، كما ألقى الملك الحسن التاني خطابا بهذه المناسبة وقال:"إنكم ولله الحمد أعليتم رايتنا وأعليتم شأننا وكلمتنا وأرجعتم للشجاعة المغربية وللبسالة المغربية ماكان معروفا عنها"، مضيفا ،"والمعطوبين منكم والجرحى منكم يكفيهم أن يمروا أمام إخوانهم سواء في وطنهم الصغير أو في وطنهم الكبير وهم حاملون لجرحهم ليكون لهم ذلك العطب وذلك الجرح أكبر تشريف وأكبر تكريم".