هند الصنعاني تكتب: هل يتاجر الرئيس الجزائري بالقضية الفلسطينية؟
أثارت تصريحات الرئيس الجزائري المنتهية ولايته عبدالمجيد تبون، موجة من السخط والسخرية لدى الإعلام الجزائري والمصري أيضا، ووصفها البعض ب"الخطيرة" و"غير مسبوقة"، والذي طالب من خلالها السماح لجيشه بالوصول إلى غزة لبناء ثلاث مستشفيات هناك.
بعد غيبوبة دامت عدة أشهر، استفاق الرئيس الجزائري اليوم ليصدر "تصريحات" وليس "بيان رسمي" ذغذغ بها مشاعر أنصاره، والهدف واضح وهو تحسين صورته الانتخابية، خصوصا بعد فشله في تحقيق ما وعد به شعبه من تنمية ومشاريع، فلا "قطار تمنراست" أنجز، ولا "ميناء شرشال" تحركت الأشغال به، ولا افتتح "غار جبيلات" واستخرج الحديد، ولا تمت تحلية مليار و300 مليون متر مكعب من ماء البحر، لم يجد سوى استخدام غزة والقضية الفلسطينية لاستمالة الناخبين للتصويت، هنا يطرح السؤال، أين كانت الجزائر ورئيسها منذ 7 أكتوبر؟!
لن نجد ردا على هذا السؤال في الحقيقة، إلا أن السيد الرئيس كان منشغلا فقط بالأزمات الداخلية للبلاد، ولهذا ومنذ انطلاق السباق الانتخابي في الجزائر، جندت معظم وسائل الإعلام نفسها لتلميع صورة تبون، وهذا يحمل رسالة سلبية تعكس المخاوف الشديدة للرئيس المنتهية ولايته من محاسبة الشعب الجزائري له على إخفاقاته وإمكانية تصويتهم لمنافسيه اللذان يواجهان تهميشا سافرا وتعتيما إعلاميا واضحا وصل لحد تقديم شكاوي عديدة ضده إلى "السلطة الوطنية لمراقبة الانتخابات".
سقطة "تبون" التي وصفها مراقبون بغير مبررة، وضعت علاقات بلاده مع مصر على المحك، فهي تعتبر "عضة" لليد التي مدت إلى بلاده في عدد من الأزمات عانت منها منذ استقلالها عن فرنسا، متناسيا ما قدمته مصر وجيشها ومؤسساتها من دعم للجزائريين في مقاومتهم للاستعمار.
مصر لم تغلق المعبر، بل أرسلت وترسل عبر معبر رفح أطنانا من المساعدات، وأقامت ببناء مستشفى ميداني داخل القطاع، لأن القضية الفلسطينية بالنسبة لها قضية أمن قومي، والخروج الإعلامي لتبون في حملة انتخابية للحديث عن الموضوع بل والإشارة بخبث إلى مسؤولية مصر عن عدم فتح المعبر وعن معاناة الشعب الفلسطيني، مسألة تبرز بما لا يدع مجالا للشك أن (تبون ) اثبت انه غير متمرس ولا يفقه أسس العلاقات الدولية ومبادئها التي تبنى على الإحترام المتبادل مع باقي الدول خاصة الشقيقة والصديقة منها.